ما يظهر في الصورة ليس “هرم بن بن” والمعلومات التي ترافقها لا أساس لها من الصحة.

يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الإلكترونية مجموعة من الصور لحجر أسود هرمي الشكل زاعمين أنه الهرم المسمى “هرم بن بن”

زعم متناقلو الخبر أن هذا الهرم منحوت من الحجر الأسود الحديدي النيزكي وأنّ مصدره الفضاء الخارجي،

فلا وجود له على سطح الأرض، ولم يُتعرّف عليه -بحسب بعض متداوليه- إلا بعد صعود العلماء إلى الفضاء الخارجي،

وأضافوا أن مجموعة من العلماء -لم تُذكر أسماؤهم أو يُعرّف عنهم- أكّدوا أنه لا يمكن نقش هذا النوع من الحجر إلا باستخدام تقنية الليزر غير المتوفرة في ذلك الوقت،

وأن الاقتراب من الحجر يجعل الإنسان يشعر بالراحة النفسية والصفاء.

الادعاء

نشر حساب الفيسبوك المسمى “Ahmed Rabie” الادعاء بتاريخ 22/08/2020 في المجموعة التي تحمل اسم “Travel Secrets club” وأرفقه بالنص الوصفي التالي:

هذا ليس هرم بن بن
صورة شاشة لمنشور تداول الادعاء

 

حقق المنشور تفاعلًا كبيرًا، وأعيدت مشاركته أكثر من 1100 مرة (حتى تاريخ تحرير المقال في 30/08/2020)،

نشر مضمون الادعاء نفسه العديد من صفحات وحسابات الفيسبوك في عدة صيغ وقد كان مرفقًا بعدة صور أخرى للحجر نفسه (هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا

نشر الادعاء في مواقع أخرى مثل تويتر (هنا وهنا وهنا وهنا) ويوتيوب (هنا

كما نشرته بعض المواقع الإلكترونية أيضًا (هنا وهنا وهنا).

بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاءات تبين الآتي:

ادعاء انفجار بيروت مفتعل زائف

هل الحجر الظاهر في الصورة هو “هرم بن بن” أو “الهرم الأسود المغناطيسي”؟

كان من بينها صورة الحجر نفسه مأخوذة من زاوية أخرى ومنشورة على موقع Wikimedia،

أخبر الموقع أنه نقلها من موقع egyptarchive.co.uk وأنها من تصوير المدعو Jon Bodsworth في المتحف المصري بالقاهرة،

أخبر الموقعان أن الحجر يحمل اسم “Pyramidion of the Pyramid of Amenemhet III at Dahshur” وهو ما يُترجم إلى العربية ب “هُريم قمة هرم أمنمحات الثالث الحجرية في دهشور”

Pyramidion of the Pyramid of Amenemhet III
هريم قمة هرم أمنمحات الثالث الحجرية في دهشور (Jon Bodsworth).

 

مصطلح الهريم ومصلح “بن بن”!

في محاولة للحصول على تفاصيل إضافية عن صورة “هُرَيم قمة هرم أمنمحات الثالث” المتداولة في الادعاء،

إضافة إلى الصورة الصحيحة لما يسمى ب”هرم بن بن”،

استعان الفريق بمجموعة من المصادر الأكاديمية الموثوقة،

التي كان من بينها كتاب The Complete Pyramids: Solving the Ancient Mysteries

لعالم الآثار الأمريكي المختص في التاريخ المصري القديم Mark Lehner،

والذي أوضح (صفحات 34 و35 و179 و180) أن “هُرَيم قمة هرم أمنمحات الثالث” هو عبارة عن مجسم هرمي الشكل اكتُشف سنة 1900،

عرّف صاحب الكتاب مصطلح الهُرَيم على أنه أعلى صخرة تكون في الهرم،

مبيّنًا أن “هُرَيم قمة هرم أمنمحات الثالث” يخص هرم الفرعون “أمنحنات الثالث” المبني في دهشور،

بينما عرف الكاتب مصطلح “بن بن” (ben-ben) بحسب نصوص الأهرام (pyramid texts

على أنه حجر مقدس آخر وجد أعلى هرم أو معبد هيليابوليس وهو أقدم معبد لعبادة الشمس كما أخبر.

المزيد من التفاصيل!

في محاولة للبحث عن صورة هذا الحجر، وقع الفريق على هذا الكتاب المعنون ب Architecture and Mathematics in Ancient Egypt،

للبروفسورة المدعوة Rossi Corinna من جامعة Politecnicio di Milano بإيطاليا،

وقد أخبرت فيه (صفحة 182) عن المعلومات السابقة نفسها عن الحجر “بن بن”،

مضيفة أنه ليس محفوظًا في أي مكان في العالم لأنه تلف قبل أن يُعثر عليه،

وقد عرفوا أنه كان موجودًا من النصوص والرسومات الموجودة على الأهرام والآثار الفرعونية الأخرى فقط،

مرشدة إلى مجموعة أخرى من الرسومات في هذا الكتاب (يمكن إيجادها هنا)، والتي تختلف اختلافا تامًّا عن الحجر المتداول في الادعاء.

تقييم فتبينوا: زائف، لأن ما يظهر في الصورة ليس حجر بن بن وإنما الهُرَيم الخاص بهرم أمنحنات الثالث في دهشور.

هل اكتشف العلماء أن هُرَيم قمة هرم أمنمحات الثالث منحوت من حجر لا يوجد إلا في الفضاء الخارجي، وأن الاقتراب منه يجعل الإنسان يشعر بالراحة النفسية والصفاء؟

بحسب المصدرين السابقين اللذان نقلا عن مكتشف الحجر؛ العالم الفرنسي المختص في التاريخ المصري القديم  Gaston Maspero،

نجد أن الهريم منحوت من صخر الجرانيت، وتحديدا الجرانيت ذي اللون الرمادي الداكن (Dark Grey Granite)،

هريم أعلى هرم أمنحنات الثالث منحوت من الغرانيت الرمادي الداكن
صورة من كتاب العالم المختص في الآثار الفرعونية Gaston Maspero عن الهريم الذي اكتشفه سنة 1900 (المصدر: archive.org).

 

أوردت المصادر ذاتها أسماء العديد من الآثار الفرعونية الأخرى المصنوعة من الصخر ذاته الذي يأخذ ألوانًا مختلفة،

كما أن البحث عن حجر الجرانيت يعطي أنه موجود بكثرة على “الكرة الأرضية” وقد رُصد في آثار حضارات أخرى غير الحضارة الفرعونية،

ولا يزال يُستعمل بكثرة في البناء والزخرفة حتى يومنا هذا.

لم ينقل مكتشف الحجر، ولا أي مصدر أكاديمي موثوق آخر أنهم لاحظوا أنّ من يقترب من الهُريم يشعر بالراحة النفسية والصفاء.

تقييم فتبينوا: زائف.

بناءً على ما سبق قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف، لأنه يقدم اسمًا وتفاصيلَ خاطئة تمامًا عن صورة لأحد الآثار التاريخية. 

اقرأ أيضًا: هذه الصورة ليست درع النبي محمد ﷺ.

المصدر10 

 

Related Posts