تناقل ناشطون على فيسبوك صورة يدعون أنها تظهر واحدًا من أندر أنواع القطط في العالم...
تداول عدد كبير من مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع وخاصة في لبنان مقطعًا يدعي المتحدث فيه أن تفجير بيروت ليس سببه نترات الأمونيوم
فما صحة تلك المعلومة؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا التالي…
انتشر الادّعاء على وسائل التواصل على شكل مقطع يظهر فيه شخص ادعى أن نترات الأمونيوم غير قابلة للاشتعال ولا الاحتراق وأن ربط انفجار بيروت بنترات الأمونيوم هو كذبة
وأشعل بودرة بيضاء وضعها بجانبه تأكيدًا على كلامه أنها غير قابلة للاحتراق ولا الانفجار
نشر هذا المقطع عدة حسابات، فكان منها صفحة تسمي نفسها Lebanon – لبنان
وهي صفحة عامة يتابعها أكثر من 78 ألف شخص
إذ أنّ الصفحة نشرت الادعاء بتاريخ 5 أغسطس، الساعة 4:05 مساءً
وحصل المنشور حتى وقت التحديث على ما يقارب مليون مشاهدة
ونحو 8900 تفاعل وشاركه نحو 2900 شخصًا
لا نعلم على وجه الدقة ما هي المادة البيضاء المستخدمة في المقطع
لكن إذا سلمنا أنها نترات الأمونيوم فتفسير هذا الرجل ليس صحيحًا تمامًا فكلامه أعطى انطباعًا زائفًا بأن مادة نترات الأمونيوم ليس لها علاقة بالتفجير الضخم الذي حصل في بيروت في الرابع من الشهر الجاري
فالدليل أن مادة نترات الأمونيوم كان لها دور هام في تفجير بيروت هو الغمامة الحمراء التي تعد سمة مميزة لمادة أكسيد النيتروجين والذي يُنتجه نيترات الأمونيوم عند تحلله
ما هي مادة نترات الأمونيوم؟
هي ملح ناتج عن اتحاد الأمونيا وحمض النيتريك (NH4NO3)، يستخدم كسماد داعم وهو شديد الانفجار لذا يستخدم بشكل شائع في الألعاب النارية والمتفجرات، وكلما زادت كمية نترات الأمونيوم زادت قدرتها التفجيرية
وهو مادة بلورية عديمة اللون (نقطة انصهار 169.6 درجة مئوية) وقابل للذوبان في الماء بدرجة عالية ويمكن لمادة نترات الأمونيوم الصلبة أن تتحلل عند تسخينها في مكان مغلق
وبما أن نترات الأمونيوم قد يتسبب في تفجير عند تحلله فقد فُرضت اللوائح الحكومية على شحنها وتخزينها لكي لا تتسبب في مشاكل ضارة،
وقد ارتبطت في الماضي بحوادث صناعية خطيرة كما سنورد لاحقًا
وفي تفجير بيروت كانت كمية نترات الأمونيوم المخزنة في الميناء تزيد عن 2700 طن حسب التصريحات الرسمية
فمادة نترات الأمونيوم لوحدها آمنة نسبيًا خلال التعامل معها، ولكن في حال تعرضها للرطوبة ووصلت النار إليها ستجعل التفاعل الكيميائي الذي تدخل فيه أكثر حدة
والأمر مشابه أيضًا في حال مزجها مع مواد مشتعلة أخرى
يمكنك مشاهدة المقطع الآتي لتتّضح الفكرة أكثر:
فعندما تتعرض هذه الكمية الكبيرة من نترات الأمونيوم إلى حرارة شديدة – مثلاً إذا اندلع حريق عرضي – يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث انفجار ضخم،
وقد تكون موجة الصدمة التي تعقب مثل هذا الانفجار مميتة، ينتج عن الانفجار منطقة ضغط مرتفع تنتقل أسرع من سرعة الصوت
مما يؤدي إلى تهشم الزجاج وإصابة الأشخاص… وهو ما حصل في تفجير بيروت
اقرأ أيضًا: هذه المرأة ليست زوجة السفير الهولندي بل شابة لبنانية وهي على قيد الحياة
وقد أكّد الدكتور فادي الخطيب من Waters Corporations ، الاخصّائي في مجال الكيمياء التحليلية لمنصة فتبينوا أن الادّعاء القائل بأن نترات الأمونيوم ليست سبب تفجير بيروت حيث أنها غير قابلة للاشتعال بأن هذا الادّعاء غير صحيح علمياً وقد أكد المعلومات المذكورة في التحقيق أعلاه.
هل سبق وأن كان لمادة نترات الأمونيوم دور في تفجيرات سابقة؟
نعم، هي ليست المرة الأولى فالعديد منها حصل حول العالم التي ترتبط الانفجارات بنترات الأمونيوم
فأحد أبرز التفجيرات التي كان سببها هذه المادة وقع في مدينة تكساس بتاريخ 16 أبريل 1947
ففي ميناء مدينة تكساس في خليج جالفيستون، كان الحادث هو الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة وواحدًا من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ.
فقد اندلع حريق على متن السفينة الفرنسية SS Grandcamp الراسية في الميناء
وفجر حمولتها التي تبلغ نحو 2300 طن من نترات الأمونيوم
بدأ هذا سلسلة من ردود الفعل من الحرائق والانفجارات في السفن الأخرى ومنشآت تخزين النفط القريبة
مما أسفر في النهاية عن مقتل ما لا يقل عن 581 شخصًا
بما في ذلك معظم أعضاء إدارة الإطفاء في مدينة تكساس
بناءً على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنّه زائف جزئيًا، وذلك لأن المقطع يحوي معلومات صحيحة وأخرى خاطئة بما ثبت لدينا من أدلة.