تناقل ناشطون على منصات التواصل مقطعاً صوتياً للتحذير من انقطاع متوقع للإنترنت في 11 أكتوبر...
يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا يزعم أنه يظهر الطبيب الأمريكي أندرو كوفمان الذي أكد على تجاوزات خطيرة في طريقة تشخيص كورونا،
إضافة إلى تجاوزات في تسجيل الحالات على أنها وفيات سببها كورونا.
نشر الادعاء حساب الفيسبوك المسمى Kaled Barbaria في 03/05/2020 مرفقًا بنص الادعاء الآتي (بدون تصرف):
حقق المقطع نسبة مشاهدة كبيرة، وأعيدت مشاركته أكثر من 1000 مرة (حتى تاريخ إعداد هذا المقال في 29/06/2020)،
نشر المقطع عدد من الصفحات والحسابات الأخرى في فيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا)،
يعتبر المقطع جزءًا من المقابلة التي أجراها أندرو كوفمان مع الإعلامي براين روز في 27/04/2020 على قناة LONDONREAL
وهي منشورة أيضًا في موقع أندرو كوفمان الإلكتروني.
أما هذا الجزء المترجم إلى العربية فيظهر فيه شعار قناة اليوتيوب المسماة حقائق خفية، لكنه لم يعد موجودًا عليها.
ملخص الادعاء:
أطلق الطبيب مجموعة من الادعاءات ملخصها هو:
أنه بعدما قام بمراجعة الدراسات التي أعلنت عن وجود فيروس كورونا الجديد (فيروس سارس-كوف-2 المسبب للجائحة العالمية الحالية)، ودقّق الطرق العلمية المتّبعة فيها،
توصّل إلى أنها تحتوي على خطأ منهجي، لأن الطرق المتبعة فيها لا يمكن أن توصل إلى استنتاج وجود فيروس جديد -في زعمه-
حدّد الطبيب بعد ذلك الخطأ قائلًا:
بأنهم بعدما شكوا بأن المرض الذي أصاب مجموعة من الناس في ووهان هو مرض جديد،
قاموا باستخراج سوائل الرئة من كل مريض بالاستعانة بأنبوب مخصص لهذه العملية،
فكان ما حصلوا عليه مزيجًا من العديد من المكونات مثل البلغم والخلايا الرئوية والخلايا المناعية،
إضافة إلى بعض البكتيريا والفطريات وبعض المركبات الجينية الحرة الأخرى،
وذلك ما يجعل العينة غير نقيّة تمامًا -بحسبه-
قاموا بعد ذلك -بحسب شرح كوفمان دائما- بإضافة إنزيمات للعينة بهدف تفكيك أغشية الخلايا المحتواة فيها،
وذلك لكي يحصلو على الحمض النووي حرًّا (أي خارج الخلايا) في العينة،
ليتم إجراء تحليلات أخرى على العينة التي يعتبرها كوفمان غير نقية،
ويستخرجوا قطعة جينية ويزعموا بأنها تعود إلى سارس-كوف-2 -بحسب شرحه-
علّق بعد ذلك كوفمان بأنّ الخلل المنهجي يكمن هنا بالتحديد،
لأنه يستحيل أن نعرف بأن مصدر القطعة الجينية هو الفيروس لأن العينة غير نقية،
وأنه كان يجدر بهم قبل أن يقولوا إنّه فيروس جديد أن يقوموا بتنقية العيّنة أولًا،
ثم تمريرها على جهاز الطرد المركزي المضبوط مسبقًا بطريقة تسمح بفصل المكونات الفيروسية،
لكنّهم -بحسب كوفمان- لكي يجدوا حلًّا لورطتهم، قارنوا القطعة الجينية المستخرجة في تجربتهم هذه مع تلك التي تنتمي لفيروس سارس-كوف-1 (فيروس من عائلة كورونا تسبب في وباء سارس 2002-2003)،
واعتمدوا على نسبة تشابه تقدر ب 80% فقط ليقولوا بأنهم استخرجوا فيروسًا جديدًا من عائلة كورونا،
على الرغم من أنّ هذه النسبة -بحسب كوفمان- غير كافية للخروج باستنتاج مماثل،
ضاربًا المثال بأن الحمضين النوويين للإنسان والشامبانزي متشابهان بنسبة أكبر هي 96%،
ومع ذلك فهما ليسا من النوع نفسه،
ومشيرا إلى أنهم يعتمدون على القطعة التي استخرجوها بطريقة غير دقيقة في صنع فحوصات كورونا (PCR Tests)،
ولذلك فهو يعتبر الفحص غير دقيق أيضًا، لأنه يفحص شيئًا لا نعرفه، قد يكون حتى الحمض النووي للإنسان،
وذلك يفسر بحسبه سبب الفحوصات الإيجابية لبعض الناس الذين لا يحملون أعراضًا،
مضيفًا أن سبب تسجيل عدد كبير من وفيات كورونا كان بطلب من مركز الوقاية من الأوبئة الأمريكي،
الذي أمر بتسجيل الوفيات على أنّها بسبب كورونا لمجرد توفر الشكوك فيها فقط.
بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاءات تبين ما يلي:
أندرو كوفمان يطلق ادعاءات غير صحيحة عن طريقة تشخيص كورونا!
بالعودة إلى أول دراسة اعتمد عليها العالم في القول إنّ هناك فيروسًا جديدًا من عائلة كورونا وهو المسبب للالتهاب الرئوي غير المعروف بووهان 2019 ،
والتي أعدها مركز الوقاية من الأوبئة الصيني (Chineese CDC)، ونشرت بعدها نسخة كاملة مجانية في مجلة The new England Journal of Medecine،
نجد أن الدراسة أشارت في الجزء المتعلق بشرح الطريقة المتبعة (Methods) إلى أنه بعد استخراج سوائل الرئة من المصابين،
تمت معالجة جزء من العينة بالعدة التي سمتها “High Pure Viral Nucleic Acid Kit” المصنوع من طرف شركة Roche -بحسب الدراسة- (راجع هنا)،
بمراجعة دور العدة التي ذكرها المقال العلمي في موقع الشركة الصانعة، نجد أنّ دورها هو تنقية العينة،
من خلال عزل الجزيئات الجينية الفيروسية عن نظيرتها الأكبر حجمًا والتي مصدرها الخلايا المناعية والرئوية…إلخ (راجع هنا)،
بينما عولج الجزء الآخر من العينة باستخدام تقنية الطرد المركزي -التي قال كوفمان إنّها لم تُستخدم-
وذلك بهدف تنقية العينة أيضًا (راجع هنا)،
وبذلك كانت كل العينات التي استُعملت في ال PCR، ال RT-PCR، وزرع وعزل الفيروس، واستخراج الحمض النووي وصنع فحوصات كورونا المستخدمة في المستشفيات نقية تمامًا بعكس ما زعم أندرو كوفمان.
تقييم فتبينوا: زائف؛ لأنّ العينات المستعملة كانت نقية تمامًا.
هل فعلًا اعتُمد على نسبة الشبه مع سارس-كوف-1 80% للاستنتاج بأنّنا أمام فيروس جديد من عائلة كورونا؟
إنّ مقارنة الحمض النووي المستخرج مع قاعدة بيانات تحتوي على الأحماض النووية لعشرات الآلاف من الأحماض النووية لفيروسات معزولة سابقًا (بما فيها سارس-كوف-1)،
قد أرشدت إلى أنّ الحمض النووي للفيروس يشبه ذلك الذي تملكه فيروسات كورونا (betacoronavireses)،
وأعلى نسبة شبه كانت 85% مع فيروس آخر (اسمه bat-SL-CoVZC45) -وليس سارس-كوف-1- كما حدّد المقال (راجع هنا).
إضافة إلى ملاحظة خصائص الفيروس المعزول مخبريًّا -باستخدام العيّنات النقيّة- تحت المجهر الإلكتروني (حجمه، شكله التاجي… إلخ)،
بيّنت أنّه يملك الخصائص التي تملكها الفيروسات التاجية (راجع هنا).
بناءً على ذلك، سُمّي الفيروس ب 2019-nCov.
تقييم فتبينوا: زائف جزئيًّا؛ لأن الاعتماد لم يكن على فيروس سارس-كوف-1 فقط.
هل فعلًا أصدر مركز الوقاية من الأوبئة الأمريكي وثيقة تطلب تسجيل الوفيات على أنّها بسبب كورونا بناءً على الشّك فقط؟
من خلال البحث والتقصّي عن الوثيقة المذكورة في الموقع الرسمي لـ CDC باستعمال الكلمات المفتاحية ذات الصلة،
ومراجعة العديد من الوثائق والبروتوكولات المتعلقة بفيروس كورونا (هنا وهنا وهنا)،
إضافة إلى العديد من المصادر الصحفيّة الأخرى،
لا نجد أي أثر لهذه الوثيقة، على عكس ما يزعمه كوفمان.
تصنيف فتبينوا: زائف
بناءً على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف مجموع الادعاءات على أنها زائفة جزئيًّا، لأنها تمرر العديد من المعلومات العلمية والصحفية الزائفة وسط أخرى صحيحة.
من هو أندرو كوفمان، وما هي مؤهّلاته العلمية؟
نؤكد هنا أن فتبينوا تقوم بالتحقق من المعلومات الواردة في الادعاء بشكل منفصل عن المتحدث. وبالتالي التصنيف ” زائف ” هو للادعاء وليس لأنه شخص ما قام بادعائه. ولكن هنا نرفق بعض المعلومات حول صاحب الادعاء من باب التوضيح والشفافية.
أندرو كوفمان هو طبيب نفسي أمريكي حصل على شهادته من جنوب (كارولينا) في علم الأحياء من معهد (ماساتشوستس) بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولا وجود في ملفه الشخصي لأي مستند يفيد تكليفه رسميًّا بقضيّة تتعلق بكوفيد-19 على عكس ما يدّعيه ناشرو المقاطع التي سجلها.
عُرف (أندرو كوفمان) منذ 2005 بدعمه لنظرية الإكسوزومات القائلة: “إن الفيروسات ليس كائنات وإنما هي مواد سامة،
والأمراض التي تنسب إلى الفيروسات ما هي إلا ردّة فعل خلايانا اتجاه تلك المواد” (تعرف على رد فتبينوا على النظرية التي ربطت شبكات الجيل الخامس بوباء كورونا في هذا المقال)،
وقد كان ذلك هو محور كلامه في اللقاء الكامل الذي اقتطع منه الجزء الذي وصل إلى المحتوى العربي،
دُقّقت العديد من ادعاءات كوفمان الزائفة منذ بداية جائحة كورونا -والتي لم تصل إلى المحتوى العربي- مثل هذا التقرير من وكالة رويترز.
يمكنك مراجعة مختلف الادّعاءات التي تحققت منها المنصة حول فيروس كورونا من هنا.
Fatabyyano is working with the CoronaVirusFacts/
المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5
المصدر6
المصدر7