نشرت إحدى حسابات فيسبوك الادعاء بتاريخ 15 أكتوبر...
انتشرت بين مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر خطوطًا مستقيمة ملّونة فوق دخان وألسنة اللهب ادّعى ناشروها أنّها صور الليزر الذي يسبب الحرائق في عدّة بلدان
فما حقيقة تلك الصور؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا التالي…
انتشر الادّعاء على وسائل التواصل بعدة صيغ كان منها (بدون تصرف):
“صور تتحدث عن استخدام طائرات مصيره تستخدم الليزر في أحداث الحرائق في جميع قارات العالم
نشرت هذا الادعاء عدة حسابات، فكان منها حساب Ali Omir
وحصل المنشور حتى وقت التحديث على نحو 35 تفاعل وتمت مشاركته من قبل 18 شخصًا.
كما قام آخرون بنشر الادعاء يمكنك مشاهدته هنا و هنا
هل الصور المرافقة للادعاء تُظهر الليزر؟
الصور المرافقة للادعاء ليست بسبب ليزر أُطلق من الطائرات أو الأقمار الصناعية أو من الفضاء
فعند البحث العكسي عن الصور من خلال محركات البحث نصل إلى أصل كلٍّ منها وسنشرح بالتفصيل عن ذلك فيما يلي:
الصورة الأولى: إطلاق صواريخ لشركة SpaceX
كان انطلاق SpaceX العاشر في 22 مايو 2018، إذ نشرت خمسة أقمار صناعية تجارية للاتصالات Iridium وبعثة GRACE Follow-On Earth الخاصة بناسا ومركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض. انطلق صاروخ فالكون 9 من قاعدة فاندنبرغ الجوية بكاليفورنيا
ظهرت الصور بهذا الشكل بسبب التعريض الطويل خلال التصوير Long exposure time يمكنك ملاحظة كيف أصبحت الأمواج في الصورة التالية مختلفة عن شكل الأمواج في الواقع.
الصورة الثانية: اتّساخ العدسة خلال التصوير
الصورة الثالثة: ظاهرة طبيعية تسمى بـ “light pillars” أو أعمدة الضوء
تُظهر الصورة عمودًا مضيئًا باللون الأحمر ويحدث ذلك بسبب ظاهرة طبيعية تسمى بأعمدة الضوء
وقد التقطت هذه الصور في كانتون وهي مدينة تقع شمال شرق أوهايو في أمريكا مساء الثلاثاء 16 يناير 2018
ويعود سبب النار الظاهرة إلى قيام مصفاة نفط كانتون ماراثون بإحراق محكم ويستخدم كصمام أمان إذ أنّ الظروف التشغيلية تتطلّب ذلك في كثير من الأحيان.
ما هي هذه الظاهرة؟
أعمدة الضوء هي ظاهرة بصرية تحدث عندما ينكسر الضوء ببلورات الجليد الموجودة في الهواء فيميل إلى أخذ لون مصدر الضوء.
ولكي تتشكّل بلّورات الثلج، يجب أن تكون الظروف هادئة للغاية -من دون رياح- وباردة، كما يجب أن تكون بلّورات الثلج بالقرب من سطح الأرض.
وهي ظاهرة تحدث مرارًا في المناطق الباردة كألاسكا وكندا
وهنا مقطع للحادثة نفسها يمكنك مشاهدته في التغريدة الآتية:
https://twitter.com/Jasmine7744/status/953437648764522496
الصورة الرابعة: خصائص الكاميرا
إنّ العمود المضيء الساقط من الأعلى هو بسبب تشوّه ضوء الشمس في عدسة الكاميرا أو بسبب اتّساخها وليس ذلك العمود هو الليزر الحارق كما ذُكر في الادّعاء
تحدث طفرات الانعراج عندما يمرّ الضوء على حافة مستقيمة، ممّا يؤدي إلى انتشار الضوء عموديًا على الحافة
كما يتّضح جليًا في الصور الآتية:
اقرأ أيضًا: الحقائق حول حرائق غابات أستراليا عام 2019
ما سبب حرائق كاليفورنيا؟
ووفقًا لوزارة الداخلية الأمريكية، فإن ما يصل إلى 90 بالمائة من حرائق البراري في الولايات المتحدة سببها البشر
تنتج بعض الحرائق التي يتسبب فيها الإنسان عن نيران المخيم التي تُركت دون مراقبة وخطوط الكهرباء المتضررة، والسجائر المهملة، وأعمال الحرق المتعمد.
أما نسبة الـ 10 بالمائة المتبقية هي بسبب البرق أو الحمم البركانية.
أكثر الحرائق دموية وتدميرًا في تاريخ الولاية هو حريق كامب – نسبةً إلى شارع كامب كريك (مكانه الأصلي) – في مقاطعة بوت، شمال كاليفورنيا في 8 نوفمبر
وفقًا لإحصائيات كال فاير، 85 شخصا لقوا حتفهم، تم إحراق حوالي 153000 فدان وتدمير 18800 مبنى حتى آخر تحديث في 15 نوفمبر 2019
تشير التقديرات إلى أن الخسائر الناتجة عن حريق كامب تراوحت ما بين 8.5 مليار دولار و 10.5 مليار دولار.
ما سبب حرائق الغابات؟
باختصار لكي تحصل الحرائق سواء أكانت طبيعية أو من صنع الإنسان، يجب أن تتوفّر ثلاثة شروط لحصول حرائق الغابات: الوقود والأكسجين ومصدر الحرارة
ويطلق رجال الإطفاء على هذه العناصر الثلاث “مثلث النار“:
- الوقود: هو أي مادة قابلة للاشتعال، بما في ذلك الأشجار والأعشاب وحتى المنازل كلما زادت كمية الوقود في المنطقة، زادت احتمالية اشتعال النار، أكثر ولاية معرضة لحرائق الغابات هي كاليفورنيا، التي فقدت 1،823،153 فدانًا من الأرض ووصل عدد الحرائق إلى 8054 في 2018
- الأكسجين: الذي يقدمه الهواء الذي تحتاجه النار وغالبًا ما تتفاقم حرائق الغابات في كاليفورنيا بسبب رياح سانتا آنا الحارة والجافة، والتي يمكن أن تحمل النار لأميال
- تساعد مصادر الحرارة في إشعال النار في الهشيم وتسخّن الوقود إلى درجات حرارة عالية بما يكفي لإشعالها، فالبرق أو نيران المخيمات أو السجائر وحتى الشمس هي أمثلة رئيسة من مصادر الحرارة المسببة للحرائق