تناقل ناشطون على منصات التواصل مقطعاً صوتياً للتحذير من انقطاع متوقع للإنترنت في 11 أكتوبر...
انتشر ادّعاء أن فيروس كورونا تعرّض لتحولات جينية جعلته أضعف من بدايته. تعرّف على حقيقة الادّعاء من خلال مقالنا التالي..
نص الادّعاء (بدون تصرف):
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ❤
فيروس كورونا مر بتحولات جينية جعلته أضعف من بدايته بكثير.. فقد الفيروس 60٪ من شراسته و هو متجه في الأسابيع القادمة إلى تحولات جينية أخرى بحيث يصبح غير ممرض للبشر (بإذن الله) و هو حال جميع الأوبئة السابقة ، اللهم ارفع عنا الوباء و البلاء يا رب العالمين
المصدر : دراسة الألمانية ؛ و BBC
تفائلوا بالخير تجدوه
نشر حساب Aml Rezk هذا الادّعاء بتاريخ 14 مايو 2020 في الساعة 11:43 صباحًا
حصل المنشور حتى آخر تحديث بتاريخ 21 مايو 2020 على أكثر من 6.7 ألف مشاركة
قامت صفحات أخرى بنشر الادّعاء من هنا
الخبر زائف جزئيًّا
ملخص الرد:
لا يوجد مقال أو دراسة ألمانية تتحدث عن هذا الادّعاء
أحدث مقال على الBBC بخصوص فيروس كورونا والتحوّلات الجينية تحدّث عن حدوث طفرات بالمئات لكن حتى الآن تأثيرها غير واضح
يمرّ فيروس كورونا بتحولات جينية كأي فيروس بمعدّل ثابت ومتوقع.
لا يوجد حديث عن طفرات تُضعف الفيروس بنسبة 60 في المائة كما يدّعي الادّعاء.
كما أنه لم يُذكر أنّ الفيروس خلال الأسابيع القادمة سيصبح غير ممرض للبشر نهائيًّا.
هل هناك مقال يحمل هذا الادّعاء على ال BBC؟
قام فريق منصة فتبينوا بالبحث عن المقال المزعوم باستخدام جوجل والبحث الداخلي في موقع BBC باستخدام كلمات مفتاحية مختلفة
لم يستطع الفريق الوصول إلى مقال على موقع الbbc يطرح هذا الادّعاء
أحدث مقال على موقع ال BBC يتحدث عن فيروس كورونا والتحولات الجينية بتاريخ 6 مايو 2020 لا يحتوي على هذا الادّعاء.
يتناول المقال إيجاد باحثين من أمريكا وبريطانيا مئات الطفرات (mutations) في فيروس كورونا المُستجد المسبب لكوفيد19.
لكن حتى الآن لم يُحدّد ما تعنيه هذه الطفرات فيما يخص انتشار الفيروس أو مدى فعالية اللقاح في حال تحضيره.
على عكس الادّعاء فإن المقال يتحدث عن دراسة أوّلية من أمريكا تقترح وجود طفرة معينة تُدعى (D614G )
هذه الطفرة تصبح سائدة ويمكن أن تجعل المرض أكثر قدرة على إحداث العدوى لكن تم التنويه على أن هذه الدراسة لم تُراجع من علماء آخرين ولم تُنشر رسميًّا.
لا يوجد حديث عن طفرات تُضعف الفيروس بنسبة 60 في المائة كما يدعي الادّعاء
كما أنه لم يُذكر أن الفيروس خلال الأسابيع القادمة سيصبح غير ممرض للبشر نهائيًّا
تحوّلات جينية بفيروس كورونا المُستجد:
يقول الباحثون أن فيروس كورونا المُستجد يقول بعمل تغييرات صغيرة (تحولات جينية ) لنفسه ولكن كما هو متوقع
هذه التحولات الجينية تتم بمعدّل ثابت ومتوقع بنحو تغيّر واحد أو اثنين كل شهر.
وضّح الدكتور الجامعي فرانسوا بالوكس (Francois Balloux) أمر دراسة علمية قاموا بها تابعة لجامعة كلية لندن (University College London) والتي تعرّفت على 198 طفرة لفيروس كورونا المستجد:
الطفرات في ذاتها ليست أمرًا سيئًا ولا يوجد ما يقترح أن فيروس كورونا المُستجد يُحدث طفرات بشكل أسرع أو أبطأ مما هو متوقع. حتى الآن لا يمكننا القول إنّ فيروس كورونا المُستجد أكثر أو أقل قوة أو قدرة على إحداث العدوى.
حسب دراسة أخرى من جامعة جلاسكو (University of Glasgow) والتي قامت بتحليل الطفرات في فيروس كورونا المُستجد
والتي استنتجت في النهاية أنه هناك نوع واحد فقط من فيروس كورونا المُستجد موجود في العالم
مراقبة التغيّرات الصغيرة في تركيب فيروس كورونا المُستجد مهم لفهم كيفية تحضير مطعوم له.
على سبيل المثال فيروس الإنفلونزا تحدُث فيه طفرات بشكل سريع لدرجة الحاجة إلى تعديل المطعوم سنويًّا للتعامل مع السلالة الموجودة في هذا الوقت.
يمكنك متابعة هذا الفيديو للمزيد من المعلومات:
هل هناك فوائد لهذه التحولات الجينية في فيروس كورونا المُستجد؟
نعم هذه التحوّلات الجينية الصغيرة المتراكمة يمكن أن تعمل كبطاقة تعريفية للفيروس
إذ يمكنها المساعدة في تعقّب مسار الفيروس عبر مجموعة من البشر مع مرور الوقت.
على سبيل المثال حسب دراسة استقصائية تمت في الحرم الجامعي لجامعة ولاية أريزونا (Arizona State University campus)
وجد باحثون أن الأشخاص المصابين في منتصف مارس بكوفيد19 يمتلكون نسخًا مختلفة من الفيروس عن بعضهم البعض.
وقد ساعد الباحثين مقارنةُ الجينوم الخاص بالفيروس على معرفة أن هذا الارتفاع المفاجئ للحالات في منتصف مارس في الحرم الجامعي على الأرجح لا يعني حدوث تفشٍّ في الجامعة.
وأنّ المصابين بكوفيد19 وقتها حصلوا على الفيروس من أماكن أخرى غير الجامعة ربما خلال سفرهم في عطلة الربيع.
كما يتّضح من هذا المثال، إنّ تتبع الفيروس من خلال الجينوم مفيد جدًّا في معرفة كيف وأين ينتشر الفيروس.
هل يتحوّل فيروس كورونا ليصبح أقلّ ضررًا؟
حسب دراسة نُشرت في الجريدة العلمية للفيروسات والتي وجدت مريضًا في أريزونا يحمل نسخة من الفيروس لا تحتوي على جزء كبير من الجينوم.
الجزء المحذوف من الجينوم بطول 81 نيكوليوتيد من أصل 30 ألف نيوكليوتيد (nucleotides )
وهذا الجزء المحذوف (المفقود) وُجد في مكان على الجينوم والذي كان في حالة فيروس السارس يساعده في محاربة الجهاز المناعي.
افترض الباحثون أن هذا الجزء المحذوف ربما يمتلك القدرة على تقليل كفاءة الفيروس وهو ما يقوم الباحثون باختباره في المعمل حاليًّا.
يجب التوضيح أنّ هذه الورقة البحثية قائمة فقط على تحليل جينوم فيروسي واحد من أصل 16 ألف جينوم فيروسي قاموا بتحليله ومشاركته
هذا بدوره ما يجعل من الصعب تعميم هذه النتيجة على المجموعة الأكبر من نسخ فيروس كورونا الموجودة في العالم.
ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الأدلة لمعرفة ما إذا كانت فرضية الباحثين بناءً على دراستهم صحيحة أم لا، وهو ما سيتّضح بالمزيد من البحث العلمي.
لكن كما يتّضح لا يوجد أي توضيح لوجود ضعف محدد في الفيروس أو أي دليل علمي يدعم اختفاءه في الأسابيع القادمة من العالم.
خطر انتشار هذه الادّعاءات:
قد يؤدي انتشار هذه الادّعاءات الزائفة إلى خلق حالة من الأمل الزائف عند المواطنين، وهو ما قد يدفعهم بهم إلى عدم اتّباع نصائح الأمان أو تقليل حذرهم مما قد يزيد من فرص إصابتهم بكوفيد19.
بناءً على الأدلة السابقة، قرّر فريق فتبينوا تصنيف المقال على أنه زائف جزئيًّا، وذلك لأنّ هناك تحولات جينية تحدث في الفيروس ولكنّ هذه التحولات الجينية لا تعني اختفاءه في الأسابيع القادمة، كما أنها لا تُضعف الفيروس بنسبة 60 في المائة.
اقرأ أيضًا: البروفيسور الفرنسي “راوولت” يتوقع نهاية كورونا في فصل الربيع
يمكنك التعرف على كل المعلومات التي تحتاجها عن فيروس كوفيد19 من هنا وكذلك مراجعة مقالات فتبينوا عن كورونا من هنا
Fatabyyano is working with the CoronaVirusFacts/