تناقل ناشطون على فيسبوك صورة يدعون أنها تظهر واحدًا من أندر أنواع القطط في العالم...
تداول عدد كبير من مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير فيديو تظهر فيه أنثى ثعلب وهي ترضع مجموعة من الجراء وادعى مروجو الفيديو أنه إرضاع لصغار دب ماتت أمهم وتركتهم فألهم الله أنثى الثعلب بإرضاعهم.
فما حقيقة ذلك الفيديو؟ وهل هذا السلوك فعلاً موجود في عالم الحيوان؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا التالي..
نص الادعاء:
عقب حرائق غابات أستراليا،، ماتت أنثى الدب و بقي صغارها بلا أم، فألهم اللهُ الثعلبة بإرضاعهم في مشهد هز الضمائر سبحانك ربي..
باستخدام تقنية البحث العكسي التي قام بها فريق فتبينوا للوصول إلى مصادر الادعاء ومصادر انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي.
تمّ التوصل لما يلي:
أقدم ناشر للادعاء على فيسبوك هي صفحة محلة تغسَات، غريان mahalat tghsat, gharyan بتاريخ 25/ يناير 2020 الساعة 05:00 مساءً. وصل عدد المشاركات حتى تاريخ 24/ مارس 2020 لما يتعدّى 99 ألف مشاركة وما يزيد عن 456 ألف تفاعل.
أما في توتير تحصل تغريدة من حساب@6wee6erعلى أعلى عدد من مرات إعادة التغريد تصل إلى 225 و 343 إعجاباً وذلك حتى تاريخ 24/ مارس 2020.
الفيديو قديم ونشر قبل حرائق أستراليا بعنوان (أنثى ثعلب ترضع صغارها).
الفيديو الآتي يُظهر شكل ولون صغير الثعلب وهو يبدو تماما كصغار الثعلب في الفيديو:
رغم تفنيد ما تداوله الناس عن إرضاع أنثى ثعلب لصغار حيوان آخر، إلا أن ذلك لا يمنعنا من التحدث بشكل صحيح وبدقة عن ذاك السلوك المثير وغير المتوقع لدى الحيوانات.
التبني عند الحيوانات: سلوك وعلاقة نادرة لكنه موجود!
على الرغم مما قد تبدو عليه شريعة الحياة البرية في قانون البقاء للأقوى والمناضلة لأجل الحياة في عالم يرتكز في استمراريته على الافتراس.
تظهر لدينا صداقات وعلاقات غير مسبوقة وغير متوقعة! فلماذا قد يحدث التبني؟
” أتمنى لو كان بإمكاني الزحف إلى عقول الحيوانات للحصول على الإجابة.
لكن ما يمكننا فعله هو تخمين وتفسير ذلك السلوك بشكل علمي استناداَ لما نعرفه عن أدمغة الحيوانات –وعن أدمغتنا كذلك.”
تقول جيني هولاند، كاتبة مساهمة على ناشونال جيوغرافيك.
تضيف هولاند: في بعض الحالات يحدث التبني بين أفراد النوع الواحد وهذا أمر غريزي.
إذ إن مساعدة الأفراد على البقاء يساهم في عملية التكاثر ونقل الحمض النووي من جيل لآخر وبالتالي الحفاظ على النوع.
تشير جيل جولدمان – عالمة سلوك تطبيقي – إلى أن المنفعة المتبادلة التي قد يجنيها الطرفان هي أيضاً حافز لعملية التبني.
على سبيل المثال قد تساعد إضافة فرد على المجموعة في تأمين المزيد من الطعام أو توفير المزيد من الرعاية.
إناث الحيوانات والتبني
يلاحظ أن إناث الحيوانات تميل أكثر لعملية للتبني أكثر من الذكور، يمكن فهم هذا السلوك من خلال ما يلي:
- تكون الأمهات حديثات الإنجاب مستعدة سلوكياً وفسيولوجياً لتقديم الرعاية للصغار.
فعندما تلد الأمهات يكون لديهن مستوى عالٍ من هرمون الأوكسيتوسين والذي يعتبر هرمون الترابط.
ممّا يعزز لديها الميل لتبني صغار حيوانات أخرى ليسوا ذوي صلة، خاصة في حال فقدانها لأطفالها.
يصف عالم الأحياء جورج سي وليامز هذه الظاهرة بأنها “ وظيفة تكاثر في غير محلها misplaced reproductive function “. - احتمال آخر ضعيف الدلائل لكنه معقول ومنطقي.
وهو أن دور الحضانة التي قامت به الأنثى يساعدها على التكاثر.
حيث أن الإرضاع المنتظم قد يؤدي إلى تعزيز الإباضة. التي من شأنها أن تزيد من احتمال أن تلد الأنثى في عامها القادم. - شكل آخر شائع للتبني تقوم به الإناث التي لم تلد من قبل.
فقد يزيد ذلك من كفاءة دور الأم الذي ستقوم به مستقبلاً من خلال اكتسابها لخبرة أمومية قيّمة.
بإمكانك الاطلاع على المزيد من الخرافات المتعلقة بالحيوانات من هنا.