تناقل ناشطون على فيسبوك صورة يدعون أنها تظهر واحدًا من أندر أنواع القطط في العالم...
انتشر بين رواد ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدعي ناشروه أنه يظهر غيمة ضخمة سقطت على الأرض في منطقة Xinjiang في الصين ،
مما اضطر سائقي الشاحنات الذين مروا بالمنطقة إلى التوقف بسبب ثقل بخار الماء الموجود في السحابة على حد زعمهم.
تعرف معنا على حقيقة الادعاء من خلال المقال الآتي:
صيغة الادعاء: (بدون تصرف)
سقوط غيمة في منطقه شينجيانغ على الأرض ! ويخشى سائقو الشاحنات أن يتحركوا للأمام (بسبب أن بخار الماء في السحابة ثقيل جداً).
وهذه الظاهرة الطبيعية نادرة جداً (ردد ) (سبحان الله).
هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشأ السحاب الثقال.
نشرت الادعاء مرفقا بمقطع الفيديو صفحة الفايسبوك المسماة يمني لكن عملي بتاريخ 2020/10/04
شارك الادعاء انطلاقا من هذه الصفحة زهاء 752 شخص، وسجل فيها 395 تفاعل حتى تاريخ تحرير المقال (2020/10/08).
تناقلت مقطع الفيديو ذاته صفحات ومجموعات مختلفة، وسجل فيها نسب تفاعل معتبرة حتى التاريخ نفسه ومنها:
- لطفي بيطار : أكثر من 12000 مشاركة و 2200 تفاعل،
- M Al ALi شاركه فيها 229 شخص وحصل على 486 تفاعل،
- Nab Mak : سجل فيها 243 مشاركة، و116 تفاعل،
- الطبقة المثقفة : 141 مشاركة و 561 تفاعل،
- ابو عبدالرحمن احمد : 108 مشاركات و 87 تفاعل،
- Abdelatif Aboualkacem شاركه فيها 33شخصا وسجل 55 تفاعل،
على غرار الصفحات الآتية:
- مكتب زاهر للخدمات و Mohammad Hammoud
- و Dr-Mohamed Ibrahim El Walily و Atr Alward
- و Lasd Nji و Kaouther Ouniss
- وTeN TV و الجغرافيا التطبيقية ونظم المعلومات الجغرافية و كواليس “الداخلة “ ...
نشر الادعاء نفسه في منصة التويتر، من خلال هذا المنشور الآتي أنموذجا:
https://twitter.com/kh68led/status/1065576053056438277
وفي منصة اليوتوب من هنا وهنا وهنا وهنا وأيضا هنا ، كما تداولته مواقع عربية مثل القدس والوفد والنديم و egmp3 ..
بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاء تبين الآتي:
النتيجة: مضلل.
ما حقيقة سقوط غيمة ضخمة من السماء في الصين ؟
أجرى فريق فتبينوا بحثا أوليا من خلال الاستعانة بالكلمات المفتاحية (The clouds in Xinjiang fell to the ground)
في محرك البحث GOOGLE ، فعثر على العديد من النتائج،
أفاد تحقيقان إخباريان أجريا على مقطع الفيديو نفسه (هنا وهنا) أنه سبق تداوله في الإنترنت منذ عام 2016،
تتبع فريق فتبينوا رابط الفيديو المستدل به في المقالين، ووجد أن الحساب الناشر له قد سحب من منصة اليوتوب بسبب عدم احترام قواعدها التنظيمية،
غير أن موقع altnews الهندي احتفظ بصورة شاشة لمقطع الفيديو قبل حذفه من المنصة، ويشير إلى تاريخ نشره في 04 يوليو 2016
استعان فريق فتبينوا بالكلمات المفتاحية نفسها المعتمدة في البحث الأولي، وترجمها إلى اللغة الصينية (新疆的云掉地上了) في محرك البحث جوجل،
فعثر على العديد من النتائج دلت على أن فيديو الادعاء جرى تداوله على نطاق واسع في المحتوى الإعلامي الصيني
أواسط شهر سبتمبر عام 2018 (هنا وهنا وهنا و هنا) ومنها كذلك منصة v.qq.com
ادعى البعض أن المقطع تظهر فيه غيوم سقطت في الأرض في إقليم Xinjiang الصيني، في ظاهرة طبيعية قليلة الحدوث حسب زعمهم،
ومنهم المذيع التلفزيوني الأمريكي Ken Rutkowski من خلال تغريدته الآتية:
The clouds in Xinjiang China fell to the ground! The truck drivers are afraid to move forward(due to the water vapor in the cloud being too heavy).This natural phenomenon is very rare pic.twitter.com/B3alndxMkG
— Ken Rutkowski (@kenradio) September 26, 2018
مؤشرات بارزة على أن الفيديو يظهر عاصفة رملية
يلاحظ في الفيديو تواجد شاحنة نقل كبيرة متوقفة بسبب الأجواء القاتمة أمام سائقيها والتي يتعذر معها التقدم نحو الأمام.
تواصل فريق فتبينوا مع مترجمة اللغة الصينية إلى اللغة العربية “ساجدة إبراهيم الزهيري” خريجة الجامعة الأردنية ـ بكالوريوس اللغتين الإنجليزية والصينية،
وأوضحت أن الحديث الذي يسمع في الشريط جرى بإحدى اللهجات الصينية المحلية، ويفيد الحوار الدائر بأن
سائقي الشاحنة عبروا على أن ما يشاهدونه هو عاصفة رملية كبيرة في الأفق القريب منهم، وأن استمرارهم في السفر وسطها صعب جدا، ويتأسف أحدهم على توقيت العاصفة السيء بالنسبة لرحلتهم.
يسجل كذلك من خلال التدقيق في لقطات الفيديو أن “السحب المزعومة” بالقرب من الأرض يميل لونها إلى البني القمحي،
بينما يميل لون السحب الحقيقية في السماء بالمنطقة ذاتها إلى الأبيض الفاتح كما يظهر في الجزء العلوي من الفيديو.
كما يرصد فرق واضح في ظل الغيوم المرئية في السماء والكتلة على الطريق ذات اللون البني القمحي..
وتأسيسا على ذلك، فالمقطع لا يثبت ظهور غيمة ضخمة سقطت من السماء بل يوثق عاصفة رملية ضخمة وقعت في الصين.
هذه عاصفة رملية هائلة وليست غيمة سقطت على الأرض !
أجرى فريق فتبينوا استقراء لتقارير التحري وتدقيق الأنباء حول خبر سقوط غيمة على الأرض،
واستعان بكلمات مفتاحية باللغة الصينية ( 云落在中国的地面) حول حقيقة الخبر في محرك البحث Google.
أكدت تقارير التحري التي أجريت على مقطع الفيديو (هنا وهنا وهنا) أنه يوثق في الواقع عاصفة رملية جرت في الصين ،
وأنها بدأت في التحرك بوتيرة بطيئة بحيث يمكن في بعض لحظات الفيديو سماع ضجيجها في الخلفية.
وفقًا لتقرير موقع ViralNova الإلكتروني، فقد كان طاقم شاحنة كبيرة ينقل قطعة كبيرة من الآلات في مكان ما في الجزء الصحراوي من الصين ،
ثم صادف عاصفة رملية هائلة، وبدلاً من القيادة عبرها أو الالتفاف، توقف وصور بعض مقاطع الفيديو للظاهرة الطبيعية.
أوضح موقع KKNEWS الصيني في سياق تفسير الحدث نفسه،
أن هذه الظاهرة تشبه إلى حد بعيد عاصفة رملية قصيرة المدى تشكلت يوم 25 يوليو 2016 في تشينغهاي في الصين
حيث امتلأت السماء بالرمال الصفراء على الفور، وكان الحد الأدنى للرؤية في الضواحي أقل من 100 متر بحيث أصبحت المدينة بأكملها مغطاة بالغبار.
وفي السياق نفسه نشر موقع shobserver تحقيقا في الموضوع،
أكد من خلاله أن مقطع الفيديو يظهر عاصفة رملية عالية الارتفاع، وهي لا تتحرك مثل الإعصار.
وذكر أن المقطع نشرته قناة Jinan Metropolis، كما نشر صحفيون ومدونون آخرون صورا ومقاطع فيديو مختلفة
تظهر عواصف رملية مشابهة للواقعة، وتثبت أن الأمر يتعلق فعلا بعاصفة ترابية ضخمة:
وفي سياق مشابه، بثت شبكة قنوات الصين العامة CGTN تقريرا إخباريا مقتضبا بتاريخ 26 يوليو 2018 حول عاصفة رملية هائلة اجتاحت شمال الصين:
كما سبق للقناة الإخبارية الصينية China Xinhua News الإشارة إلى واقعة مماثلة وشبه مطابقة من خلال التغريدة الآتية:
Wall of sand as high as 100 meters roars through Inner Mongolia Monday for over 40 min; visibility less than 10 m pic.twitter.com/zUNxWxIBIG
— China Xinhua News (@XHNews) May 24, 2016
ومن جهتها اتصلت قناة ABP News الهندية في عام 2018 بخبير الأرصاد الجوية Mahesh Palawat ، وأوضح لها ما يلي:
“ما يظهر في الفيديو ليس غطاء سحابيا بل هو عاصفة رملية “
هل يمكن أن تسقط غيمة أو سحب ضخمة على الأرض ؟
تتكون الغيوم من الماء ورغم أنه ليس أخف من الهواء إلا أن الغيوم لا تسقط من السماء بسبب قطرات الماء الصغيرة التي تتكون منها وأيضا بفعل عامل الرياح،
حيث تسقط قطرات الماء الصغيرة في الهواء ببطء أكثر من القطرات الكبيرة، و يدفعها الهواء مرة أخرى،
وبالتالي فالغيوم لا تسقط بسبب أنها أخف من الهواء، بل لكونها عالقة في نظام جوي ديناميكي يبقيها عاليًا،
تتحرك القطرات في قلب السحابة وعندما تسعى إلى الهروب من قاعها بسرعات لا تزال منخفضة للغاية،
وعادة ما تكون الحركات الصاعدة للغلاف الجوي كافية لتعويض سقوطها.
ومع ذلك، هناك استثناء: الضباب الذي نواجهه بالفعل على الأرض !
في الواقع، الضباب هو أيضًا سحابة، والسحابة عبارة عن مجموعة من قطرات الماء أو بلورات الجليد المعلقة في الهواء،
لكن الضباب يتشكل بشكل مختلف، وذلك عندما يكون مستوى رطوبة الهواء على سطح الأرض مرتفعًا بما يكفي للسماح بتكثيف بخار الماء،
وأيضا في حالة انخفاض درجة الحرارة (في ليلة صافية ، على سبيل المثال)، أو بسبب درجة رطوبة إضافية.
ومن ثمة نستنتج أن الغيوم لا تسقط على الأرض لأن عمود الهواء الدافئ الصاعد يدفعها للأعلى،
فيضرب جزيئات الماء الصغيرة التي تحاول السقوط تحت ثقلها ويبقيها هناك.
اقرأ المزيد من من الادعاءات المضللة التي تحققت منها فتبينوا من هنا
لم يثبت علميا فائدة الساونا في تسريع إخراج النيكوتين أو المساعدة على الإقلاع عن التدخين
تأسيسا على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطع فيديو يظهر عاصفة رملية هائلة من أجل ادعاء ونشر معلومة غير صحيحة.