بذور المشمش لا تعالج أيا من أنواع السرطان بل وقد تكون مصدر خطر على الصحة.

يتداول مستخدمو وسائل التواصل الإجتماعي مقطعا مصورا تظهر فيه الإعلامية المصرية المسماة “هبة الزياد” زاعمة فيه أن داء السرطان ليس إلا نقصا في ما يسمى بالفيتامين ب17/ B17،

وأن العلاج والوقاية منه تكمن في سد أو تجنب هذا النقص من خلال تناول الأغذية التي تحتوي على هذا الفيتامين،

ومقدمة وصفة تحث على تناول من 15 إلى 20 نواة فاكهة المشمش يوميا.

الادعاء

نشرت صفحة الفيسبوك الرسمية الخاصة بالإعلامية هبة الزياد الادعاء في 06/11/2019،

معلقة عليه بالنص الوصفي الآتي (دون تدخل):

لا سرطان بعد اليوم بإذن الله
صورة شاشة لمنشور الإعلامية هبة الزياد
صورة شاشة لمنشور الإعلامية هبة الزياد

 

حقق الادعاء تفاعلا كبيرا وأعيدت مشاركته حتى تاريخ تحديث المقال في 14/11/2020 حوالي 685 ألف مرة،

نشر المقطع العديد من الصفحات والحسابات الشخصية في فيسبوك (هنا هنا وهنا وهنا وهنا

على غرار منصات أخرى مثل يوتيوب (هنا وهنا) وإنستاغرام (هنا).

عاد نفس المقطع للإنتشرا مؤخرا من خلال بعض المنشورات المتفرقة في فيسبوك،

مثل منشور صفحة الفيسبوك الخاصة بالموقع الإخباري التونسي المسمى “تونس 24 نيوز” في 04/11/2020؛

صورة شاشة لمنشور صفحة الفيسبوك الخاصة بالموقع الإخباري التونسي المسمى "تونس 24 نيوز"
صورة شاشة لمنشور صفحة الفيسبوك الخاصة بالموقع الإخباري التونسي المسمى “تونس 24 نيوز”

 

وأخرى مثل هذا وهذا وهذا وهذا وهذا وهذا.

ملخص الادعاء:

يمكن تلخيص مضمون الادعاءات التي أطلقتها الإعلامية المصرية في نقطتين رئيسيتن هما:

  1. السرطان كذبة ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، والسبب الفعلي له هو نقص في ما يسمى بالفيتامين ب17/ B17 -وأسمته أيضا باللايتريل/ Laetrile والأميغدالين/ amygdalin،
  2. العلاج والوقاية من داء السرطان تكون بتناول الأغذية التي تحتوي على هذا الفيتامين، منها تناول من 15 إلى 20 نواة فاكهة المشمش يوميا.

بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاءات تبين مايلي:

زائف

هل ظهر مرض السرطان بعد الحرب العالمية الثانية فقط، وهل سببه نقص في فيتامين ب17/ B17 ؟

يعرف داء السرطان/ Cancer باختصار على أنه نمو زائد عن الطبيعي لمجموعة من خلايا نسيج ما في الجسم،

الأمر الذي يؤدي إلى العديد من النتائج التي تنعكس على صحة الفرد،

يمكن أن يصيب هذا النمو الغير الطبيعي أي نوع من أنواع الخلايا المشكلة لمختلف أنسجة الجسم، وعليه يوجد العديد من أنواع السرطانات،

وثقت بعض المخطوطات الفرعونة التي تعود إلى 5000 سنة قبل الميلاد أن الفراعنة كانوا يشخصون داء السرطان وقد كانوا يعتبرونه مرضا غير قابل للعلاج؛

شخص العالم الإغريقي أبقراط/ Hippocrates السرطان أيضا 300 سنة قبل الميلاد،

وهو من أطلق عليه إسم Carcinos الذي يعتبر أصل تسميته العلمية.

في مقابل ذلك، اندلعت الحرب العالمية الثانية سنة 1939 أي بعد أكثر من19 قرن بعد الميلاد!

تعتبر مادة الأميغدالين/ amygdalin هي المكون الرئيسي للمكمل الغذائي المسمى باللايتريل/ Laetrile الذي يزعم أنه يمتلك خصائص علاجية للسرطان،

بينما تعود تسمية فيتامين ب17/ B17 إلى أحد الأسماء التجارية الأخرى التي تحتوي على نفس المادة،

ولا يوجد في لائحة الفيتامينات أي فيتامين اسمه ب17/ B17 عكس ما قد يوحي إليه الإسم.

تختلف الأسباب التي تؤدي إلى مرض السرطان (النمو الغير الطبيعي لخلايا أحد أنسجة الجسم) من حالة إلى اخرى،

فقد تكون لأسباب وراثية أو الإستهلاك أو التعرض لمواد مسرطنة أو أحيانا قد تكون غير معروفة بدقة.

تقييم فتبينوا: زائف تماما، لأن القول بأن السرطان لم يظهر إلا بعد الحرب العالمية الثانية وسببه هو نقص في الفيتامين ب17/ B17 (الغير موجود أصلا) كلام خاطئ تماما.

هل تعالج كمية الأميغدالين/ amygdalin التي يوفرها تناول من 15 إلى 20 نواة مشمش يوميا أيا من أنواع السرطان؟

حاولت العديد من المصادر العلمية الموثوقة منذ بداية الترويج لمادة الأميغدالين/ amygdalin كعلاج للسرطان الإجابة عن هذا السؤال من قبل،

نشرت مكتبة كوكران Cochrane Library -المتخصصة في نشر المراجعات العلمية لمختلف الأبحات التي تخص موضوعا طبيا ما-

نشرت سنة 2015 مراجعة علمية ممنهجة وشاملة لمجموع الدراسات التي حاولت معرفة قدرة مادة الأميغدالين/ amygdalin على علاج أي من أنواع السرطانات،

وقد خلصت باستنتاج أن المادة لا تملك القدرة على علاج أي منها، كما أنها قد تتسبب في التسمم بالسيانيد الذي الذي يعتبر أحد نواتج المادة بعد هضمها.

تم تحديث الدراسة سنة 2019 وقد حافضت على نفس الإستنتاجين.

في مقابل ذلك، وافقت دراسات ونصائح العديد من الهيئات الأخرى مثل المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان والمؤسسة البريطانية لأبحاث السرطان الإستنتاجين السابقين،

تنصح المؤسسة البريطانية لأبحاث السرطان بتجنب تناول مكمل اللاتريل/ Laetrile مع الأغذية الغنية الأميغدالين/ amygdalin،

مثل: اللوز الخام، الجزر، المشمش، الخوخ، بذور التفاح، المكسرات وغيرها من الأطعمة التي سردت المذيعة هبة الزياد قائمة لها،

فيما تخبر هيئة سلامة الأغذية الأوروبية في تقريرها عن المادة

أن الجرعة التي قد تؤدي إلى التسمم بالسيانيد القاتل بعد تناول أحد مصادر المادة هي من 0.5 إلى 3.5 ميليغرام للكيلوغرام الواحد لدى البشر،

وقد تم تسجيل العديد من التسممات بالسيانيد بعد تناول نوى بذور المشمش أو مستحضرات أخرى تحتويها عن طريق الفم بجرعات قدرت ب 5 حبات لدى الأطفال و20 حبة لدى البالغين،

أي أن احتمالية تسبب تناول من 15 إلى 20 نواة فاكهة المشمش -وهي الوصفة التي تدعو إليها الإعلامية هبة الزياد- كبير جدا.

تقييم فتبينوا: زائف تماما، لأن مجموع الدراسات العلمية الموثوقة تثبت عدم نجاعة مادة الأميغدالين في علاج أي من أنواع السرطان إضافة إلى أن تناولها بالجرعات الموصوفة في الادعاء قد يتسبب في خطر صحة بها.

ما هي خطورة هذا الادّعاء؟

الادّعاء يدعو الناس إلى تجربة دواء أُثبتت عدم فعاليته بل وأُكّد على أنّ له آثارًا سلبية، وهذا بدوره سيسبب العديد من الأضرار للمرضى الذي سيقومون بتجربته من دون علم بمخاطره.

انتشار مثل هذه الادّعاءات الزائفة بخصوص وجود علاج سحري للسرطان يدفع بالمريض إلى ترك العلاج المُثبت فعاليته وذلك ماسيزيد من حجم الضرر.

لقراءة المزيد من الادّعاءات عن السرطان والتي تحقق منها فريق منصة فتبينوا اضغط هنا

المصادر

المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5
المصدر6
المصدر7
المصدر8
المصدر9
المصدر10

 

 

 

 

 

.

Related Posts