شن الجيش الإسرائيلي قصفا مكثفا على قطاع غزة المحاصر...
العقل وطريقة استخدامه في صناعة العلاقات الاجتماعية مهم جدا بينما ننظر أمامنا ونبحث عن طرق لتقليل المناخ الحالى من العزلة والقبلية.
لو سألتك كم صديقا تملكه على فيس بوك أو تويتر, ربما يمكنك اعطائي اجابة جيدة. لكن ماذا عن شكل شبكتك الاجتماعية؟ هل أصدقائك على الفيس بوك يعرفون بعضهم بشكل منفصل عنك أم تشكل أنت حلقة الوصل بينهم؟
عشرات السنين من الأبحاث أثبتت أن امتلاك ارتباطات أكثر وأقوى تتنبأ بصحة أفضل, لكن شكل شبكتك الاجتماعية تهم أيضا.
“وسطاء المعرفة”:
هم الأشخاص الذين يربطون الناس ببعضهم وبغيابهم لن يحدث هذا الارتباط . فكر بشخص تعمل معه يعرف كل العاملين في كل الأقسام والذين بدورهم لا يعرفون بعضهم البعض.
“وسطاء المعرفة”:
في العمل يأتون بحلول أفضل للمشاكل بسبب أنهم معرضين لمفاهيم مختلفة نتيجة شكل شبكتهم المعرفية.
“وسطاء المعرفة”:
يحصلون على الترقيات بشكل أسرع وكذلك على مرتبات أعلى. بشكل عام كونك مدرس, صديق, مدير جيد يتطلب في الغالب أن تضع نفسك مكان الأخرين وترى العالم من عيونهم. هذه القدرات تعتمد على شبكة الدماغ الاجتماعية, والتي هي دائرة عصبية تتفعل عندما نرتبط بالأخرين.
مجموعة من الدراسات الجديدة تظهر أن بناء و وظيفة شبكة الدماغ الاجتماعية مرتبطة بشبكتك الاجتماعية على وسائل التواصل المختلفة.
في أحد الدراسات طلب الباحثون من مراهقين أن يسمحوا لهم بالوصول لقائمة أصدقائهم على الفيس بوك. مما أتاح للباحثين أن يروا هل المراهقين الذين يعتبرون “وسطاء معرفة” يستخدمون شبكة دماغهم الاجتماعية بشكل مختلف عن المراهقين الذين لا يعتبرون حلقة الوصل بين أصدقائهم ( كل أصدقائهم على الفيس بوك يعرفون بعضهم البعض حتى بدون وجود هذا الشخص). قام الباحثون بفحص دماغ المراهين بينما يقومون بخيارات اجتماعية ( عن امكانية ترشيحهم لمنتجات مختلفة لزملائهم). وجد الباحثون أن “وسطاء المعرفة” يستخدمون شبكة مخهم الاجتماعية أكثر عندما يقومون بخيارات تخص ترشيح شىء لأخرين.
ربما يكون السبب في ذلك أن “وسطاء المعرفة” يملكون فرص أكثر لتدريب مخهم الاجتماعي عندما يقومون بترجمة الأفكار بين فئات مختلفة من الناس (حيث أنهم يشكلون حلقة الربط بين اشخاص لا يعرفون بعضهم ).
الناس الجيدين في بيع أفكارهم ,حرفيا ومجازيا, يميلون لتفعيل هذه المناطق من الدماغ أكثر من الناس الأخرين الأقل نجاحا. اعتبار وجهة نظر الأخرين بشكل أكثر عمقا ( على سبيل المثال ماذا سيظن الشخص الذي سأشارك معه هذه الفكرة بخصوصها؟) يساعد الشخص في تنظيم رسالته لتصل بشكل أوضح بوضع نفسه مكان المستمع.
الدراسات الجينية في البشر والقرود تشير أن تركيب العقل الداعم للتفاعل الاجتماعي يتم توريثة على الأقل جزئيا:
بالرغم من أن ميولك أن تكون اجتماعيا مبرمج بداخلك, جيناتنا لا تحدد مصيرنا.
دراسات على القرود أوضحت أن شبكة الدماغ المعرفية تستجيب مثل العضلات للاستخدام. عندما تجبر القرود على استكشاف شبكة اجتماعية معرفية أكبر, شبكة مخهم الاجتماعية تزداد في الحجم والاتصال. هذا بدوره يضفي قدرة أكبر على التفاعل مع الأخرين.
فكرة أن شبكة العقل المعرفية تتسع مع الاستخدام مهم جدا أن يتم الالتفات اليها في سياق التعليم والعمل.
إن توفير امكانية الوصول لشبكات اتواصل أوسع وأكثر تنوعا يمكنه بشكل أساسي تغير طريقة استخدام الناس لعقولهم عند اتخاذ قراراتهم اليومية.
حتى مبكرا في حياتهم حيث أوضحت دراسة قامت بها عالمة النفس كاثرين وفريقها (Katherine Kinzler’s team) من جامعة كورنيل (Cornell University) أن الأطفال الصغار الذين يتم تربيهم حول أناس يتحدثون أكثر من لغة _وبالتالي يتعرضون لتدريب أكثرعن طريق متابعة وجهات نظر مختلفة نتيجة هذا الاختلاف_ يؤدون أفضل في المهام التي تتطلب التحدث من منظور أخرين عن الأطفال الذين نشئوا حول أشخاص يتحدثون لغة واحدة.
بينما يغير الناس طريقة استخدامهم لدماغهم أثناء التفاعل الاجتماعي, هذا له أثر مضاعف على الأخرين. عندما يتواصل الناس, يؤثرون على طريقة رؤية الشخص المخاطَب للعالم.
على سبيل المثال, دراسة قام بها فريق عالمة النفس يوري هانسون (Uri Hasson’s team) من جامعة برينستون(Princeton University) أظهرت أنه كلما سببت الفكرة نشاط أكثر في شبكة العقل الاجتماعية الخاصة بشخص, كلما مال هذا الشخص الى احداث تأثير مماثل في شبكة العقل الاجتماعية للأخرين عند التواصل. عندما يحدث هذا الدماغين يصبحوا على توافق أكثر (حيث يظهرون نشاط دماغي متناسق بينما يتحدث أحدهم ويستمع الأخر) وكلما زاد التوافق بين عقولهم كلما زاد نجاح عملية التواصل.
معظم الناس تولد بإمكانيات عقلية عالية تقود رغبتهم في التواصل مع الأخرين وقدرتهم على فهم أفكار ومشاعر غيرهم, لكن تعلُم كيفية استخدام هذه الأدوات ضروري للطلاب وكذلك لتكوين علاقات في العمل والبيت. هذه الامكانيات تشكل ركن أساسي لما يعنية أن نكون بشرا.
فهم طريقة تواصل الناس علميا يقدم لنا فوائد عملية على سبيل المثال: يرشدنا لطرق جديدة لتعزيز حب الأستطلاع والتفاعل لدى الطلاب في المدرسة, اختيار أشخاص للفرق, مراقبة الموظفين ومدى توافقهم مع بيئة العمل وكذلك معرفة واختيار قادة أكثر كفائة. كما يمكنه أن يساعدنا في تطوير طرق جديدة لتقليل الوحدة والتي تعتبر عامل رئيسي للمشاكل الصحية والتي تمتد ما بين مشاكل القلب حتى وباء الدماغدرات الحالي مما يقودنا الى أشخاص أكثر صحة.