انتشر مؤخراً على منصة فايسبوك منشوراً يزعم بقدرة القرنفل على علاج مرض الربو نهائياً،
فما حقيقة هذا الادعاء؟
محتوى الادّعاء
نشرت إحدى الحسابات على منصة الفيسبوك وصفة يزعم أنها قادرة على علاج الربو نهائياً وليس التخفيف منه،
نص الادّعاء (بدون تصرف):
“علاج نهائي للتخلص
من الربو
وضيق التنفس
باذن الله تشفي تماما من الازمات التنفسية او في بعض البلدان يقولون الربو أو ضيق في التنفس ارجو ان تفرجوا بها على من تستطيعون من المسلمين فيفرج الله بها عنا يوم القيامة.
الوصفة
اخذ عدد عشره سيقان العودي من القرنفل (المسمار) ثم نزع الراس الدائري اعلى كل حبة والاحتفاظ بالجزء السفلي (مهم جدا) ينقع الجزء السفلي من القرنفل في ماء نقي بكاس نظيف نصف الكاس ماء ليلا يشرب منقوع القرنفل فقط على الريق عند الاستيقاظ من النوم تكرر هذه العملية لمدة أسبوعين فقط.
ملاحظه لا اقول انه يقلل بل اقول انه بإذن الله ينتهي تماما من مرض الربو وضيق التنفس
بدرقمار سوف.”
ويتلخص الادعاء في نقطتين:
– وجود علاج يشفي مرض الربو.
– شرب منقوع القرنفل لمدة أسبوعين يعالج الربو بشكل نهائي.
حقق الادعاء ما يزيد عن 700 تفاعلاً، و 114 تعليقاً، و84 مشاركة على هذا المنشور،
كما انتشر الادعاء بصيغٍ أخرى وحققت تفاعلاً ملحوظاً،
للوقوف على صحة هذا الادعاء، قام فريق فتبينوا بإجراء تحرياً طبياً للكشف عن حقيقة تأثير القرنفل على مرض الربو، وتبين ما يلي:
هل يوجد علاج نهائي لمرض الربو؟
وفقاً للهيئات الطبية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية، أكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة AAAAI، وهيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، وجمعية الرئة الكندية،
لم يتم إيجاد العلاج الكامل للشفاء من مرض الربو، ولكن يمكن السيطرة عليه باتباع خطة علاج ملائمة واتباع الإرشادات الطبية من قبل مقدم الرعاية الصحية.
حيث يوصى لعلاج مرض الربو الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص، والابتعاد عن المؤثرات التي تزيد سوء الأعراض لمريض الربو،
وتنقسم الخطة العلاجية لمريض الربو إلى قسمين، خطة علاجية قصيرة الأمد للسيطرة على الأعراض اللحظية والتقليل من حدتها،
وأخرى طويلة الأمد، للحدة من شدة نوبات الربو وتكرارها.
ولكن هذه العلاجات تتحكم بالمرض ولا تشفيه نهائياً، كما ذُكر سابقاً.
هل يمكن للقرنفل أن يعالج الربو؟
صرحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بأن المكملات الغذائية ليس من المفترض منها أن تعالج أو تشفي الأمراض، أو حتى الوقاية منها،
وفي البحث بقائمة المواد المصرحة للاستخدام الطبي من قبل الهيئة، لم يتم إيجاد أي سجل للقرنفل من بينها،
ووفقاً لموسوعة الأدوية drugs.com، لم يتم إثبات تأثير القرنفل في معالجة الأمراض، ولا يوجد تصريح من هيئة الغذاء والدواء باستخدام القرنفل بهدف الاستطباب،
وأكدت على ضرورة عدم استبدال القرنفل بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
بين المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية NCCIH عدم وجود أي إثباتات تدعم استخدام العلاجات التكميلية عوضاً عن الأدوية لعلاج الأزمة، ولكن يمكنها المساعدة في التحكم بالمرض.
كما أضاف المركز بضرورة أخذ استشارة الطبيب المختص قبل أخذ أي نوع من المكملات الغذائية أو النباتات، وذلك لتجنب حدوث التعارضات غير المرغوبة مع بعض أنواع الأدوية، ولضمان السلامة والأمان للمريض.
وتأكيداً على ذلك، صرحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بتجنب الاعتماد على الأدوية من غير وصفة طبية كنوع من العلاج التجانسي homeopathic medicine، كون هذه المنتجات لم يتم تقييم سلامتها وكفاءتها من قبل الهيئة.
وذكرت أن الربو لا يوجد له علاج شاف حالياً، ولكن يمكن الاعتماد على الأدوية الطبية المصرحة للتحكم بالمرض والأعراض.
في حين ذلك، أوصى مركز الربو والرئة البريطاني بضرورة الالتزام بالأدوية لمريض الربو، وعدم التوقف عن أخذها أو استبدالها بالطرق العلاجية البديلة كالأعشاب والنباتات، بالإضافة لاستشارة الطبيب قبل استهلاك أي مادة بهدف الاستطباب ومعالجة الأعراض.
في هذا الشأن، تواصل فريق فتبينوا مع جمعية الرئة الأمريكية للاستفسار عن الادعاء الوارد سابقاً،
وأكدت الجمعية بأن العلاج المتوفر والفعال للربو هو علاج الأعراض والتحكم بها، ويكون ذلك عن طريق اتباع إرشادات الطبيب، واستخدام الأدوية والبخاخات الموصوفة.
وفي نفس السياق، بينت إحدى الدراسات العلمية الخصائص الطبية المرافقة لنبتة القرنفل، والتي قد تساهم في تخفيف بعض الأعراض،
حيث له فعالية كمضاد للأكسدة، ومضاد للبكتيريا والفيروسات، ومسكن للألم،
وبالتالي من الممكن لهذه الخصائص المساهمة في تقليل الأعراض المرافقة لنوبة الربو فقط.
كما أظهرت دراسات أخرى الفوائد الممكنة لزيت القرنفل كطارد للبلغم ومضاد للالتهاب، ضمن تراكيز مدروسة محددة، مما يظهر احتماليته لإمكانية تخفيف الأعراض المذكورة.
مما يلخص بأنّ القرنفل قد يساهم في تخفيف حدة أعراض مرض الربو، وليس علاجه بشكل نهائي.
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنّه زائف ، لأنّ القرنفل لا يصنف كعلاج للربو ولا يقضي عليه نهائياً.