تناقل ناشطون على منصات التواصل مقطعاً صوتياً للتحذير من انقطاع متوقع للإنترنت في 11 أكتوبر...
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مصور يدعي ناشروه بأنه لرئيس جمعية القلب المصرية،
ويحذر فيه من ضرر استهلاك السكريات على الإنسان،
ما هي حقيقة هذا الادّعاء؟
محتوى الادّعاء
نشر أحد الحسابات على منصة الفيسبوك مقطعاً لرئيس جمعية القلب المصرية،
تحدث فيه عن مخاطر استهلاك السكريات والحلويات وتسببها بأمراضٍ خطرة لجسم الإنسان،
مثل السرطان والفشل الكلوي.
حقق المقطع حتى لحظة كتابة هذا المقال 186 تفاعلاً و 179 مشاركةً و 14 تعليقاً،
كما نُشِرَ المقطع في حساباتٍ أخرى هنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا.
نص الوصف المرفق للمقطع المنشور (بدون تصرف):
“السكر فية سم قاتل..
هذا رئيس جمعية. القلب بمصر. ومن أفضل دكاترة القلب على مستوي العالم العربي اسمع ماذا يقول”
ملخص الادّعاءات
- يعدّ أكل الحلويات أخطر من التدخين وشرب الكحول.
- يتسبب استهلاك السكريات بأمراض السمنة، والفشل الكلوي، وأمراض القلب والتجلطات وتصلب الشرايين، والأمراض المعدية ، والتهابات في جدار الاثنى عشر والقولون.
- تعد السكريات المسبب الأول لمرض السكري، وهي المخزن الأول للدهون في الجسم.
- يؤدي استهلاك السكر إلى السرطانات وقطعه لمدة 42 يوم يقضي على السرطان.
- تتسبب مشروبات الطاقة بالموت المفاجئ لدى الأطفال.
الادّعاءات الواردة في المقطع زائفة جزئياً.
مصدر المقطع
باستخدام البحث بواسطة الكلمات الدلالية الظاهرة في المقطع “قناة الميدان السكريات ضيفنا”، تبين أنّ مقطع الفيديو يعود لمقابلة لخبيرٍ في النباتات الطبية وباحث في تغذية الإنسان، الدكتور محمد الفايد،
وهو ليس طبيبٍ للقلب ولا يشغل منصب رئاسة جمعية القلب المصرية.
هل أكل السكريات أكثر ضرراً من التدخين وشرب الكحول؟
تكمن الصعوبة الأساسية في تجنب السكر في توافره بمتناول الجميع، لتواجده في معظم المأكولات والمشروبات،
على نقيض الكحول ومنتجات التبغ التي يتم استهلاكها من قبل فئات معينة وبمقدار محدد.
يعد استهلاك السكريات المضافة في الأطعمة أعلى بكثير من المتواجدة بالكحول، بينما تظهر تأثيرات الكحول بشكل أسرع من تأثيرات السكريات التي تظهر على المدى البعيد،
وتتمثل في العديد من الأمراض المزمنة، وزيادة الوزن وغيرها من الأمراض ذات الصلة.
وإضافةً إلى ذلك، تشكل السكريات ما يقارب 20% من السجائر، وتتراوح النسبة بين 34.5 و 87.6 ميليغرام/ غرام،
وهذا لا يشكل أي خطورة كنسبة سكريات بالنسبة للسكر المضاف ضمن الأطعمة.
خلافاً لذلك، من زاوية النظر على نسبة السكريات، يعد استهلاك السكريات وتناولها ضمن الأطعمة والأغذية المتوافرة أشد خطراً من منتجات التبغ والتدخين والمشروبات الكحولية،
بينما إذا أردنا التعمق أكثر، فإن عواقب التدخين والكحول وخيمة ولا يحمد عقباها، وتسبب أمراضٍ عدة في الكبد والرئة والقلب وسرطانات في جميع أنحاء الجسم.
النتيجة: زائف جزئياً، يعد أكل السكريات أكثر خطراً من التدخين والكحول مقارنة بمستوى السكر، ولكن بالعموم، لا يمكن الجزم بأيهما أخطر.
هل استهلاك السكريات والحلويات يتسبب بالكثير من الأمراض؟
زعم مقطع الفيديو تسبب استهلاك السكريات بأمراضٍ عدة، سنذكر ما ورد منها مع استعراض الدلائل المرافقة.
مرض السمنة
يرتبط تناول السكر بشكلٍ زائد عن الحاجة ارتباطاً وثيقاً بزيادة الوزن لدى مختلف الفئات العمرية مما يؤدي إلى مرض السمنة،
توصي منظمة الصحة العالمية بأن يكون مدخول السكر اليومي أقل من 10% من إجمالي استهلاك الطاقة لدى الفرد،
وهذا ما أُثبت علمياً في إحدى الدراسات ذات الصلة، عندما يزيد الاستهلاك اليومي عن هذا القدر تزيد فرصة الإصابة بالسمنة،
وأوصت جمعية القلب الأمريكية ألّا يتجاوز استهلاك السكر اليومي 6 ملاعق للنساء بما لا يزيد عن 100 سعرة حرارية، و 9 ملاعق للرجال ضمن 150 سعرة حرارية.
أمراض القلب وتصلب الشرايين
في دراسةٍ استمرت على مدى 15 عاماً، أظهرت النتائج بأن الأشخاص الذين يتناولون السكر المضاف بمعدل 17-21% من مجموع سعراتهم اليومية، لديهم احتمالية أكبر للوفاة بأمراض القلب بمقدار 38% أكثر من الأشخاص الذين يتناولون السكر بمعدل 8% من المجموع الكامل للسعرات.
يتسبب النظام الغذائي المشبع بالسكريات المضافة بالمخاطر الجسيمة على صحة القلب،
فالمبالغة في تناول هذه السكريات يؤدي إلى ارتفاع الدهون الثلاثية، والكوليسترول منخفض الكثافة LDL،
كما يؤثر في زيادة ضغط الدم، وحدوث الالتهابات المزمنة، والتي بدورها تعزز الإصابة بتصلب الشرايين.
علاوة على ذلك، يمكن للسمنة أيضاً التسبب بخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مما يظهر الضرر الجسيم لتناول السكريات بشكل زائد.
الفشل الكلوي
تحافظ الكلى على التوازن في جسم الإنسان وتخلص الدم من الفضلات الزائدة وتتحكم في السوائل،
وعندما يزيد تركيز السكر في الدم (أكثر من 180mg/dL)، تطرح الكلى السكر الفائض في البول، ويزيد الطرح بزيادة مستويات السكر.
وبالتالي، يتأثر نظام الفلترة نتيجةً للجهد والضغط الإضافيين اللذين تتعرض لهم الكلى، مما يتسبب بتلف النظام وتضرر الكلى بسبب ما تواجهه.
رغم ذلك، لا يتحقق الفشل الكلوي كنتيجةٍ مباشرة لزيادة استهلاك السكريات، ولكن تعد المسببات الأساسية لحدوثه السكري غير المنتظم/ غير المدار، وارتفاع ضغط الدم.
وتعد كلتا الحالتان من العواقب محتملة الحدوث عقب تناول السكر المضاف بكمياتٍ تزيد عن الحاجة.
التهاب الاثنى عشر والقولون
يحدث التهاب الاثنى عشر في معظم الحالات بسبب البكتيريا الملوية البوابية (Helicobacter pylori)،
وقد يحدث أيضاً بسبب استخدام بعض الأدوية، شرب الكحول، زيادة أحماض المعدة، وبسبب أمراض أخرى في المعدة.
لا يتسبب استهلاك السكريات بحدوث هذا الالتهاب، غير أنّه رجحت إحدى المصادر أنّ الزيادة في تناول السكريات ترفع مستويات أحماض المعدة مما يؤدي إلى التهاب في جدار الاثنى عشر،
ولكن، لا يرتفع الحمض بسبب السكر لوحده دون وجود عامل محفز إلى جانبه، عند وجود كلا العاملين يمكن أن يساهم السكر الزائد في زيادة الحمض في المعدة والتسبب في التهاب الاثنى عشر.
كما الحال في التهاب الاثنى عشر، تتعدد المسببات في التهاب القولون ويصعب معرفة السبب الرئيسي لحدوثه،
فيما لا تعد السكريات إحدى المسببات الرئيسية في الالتهاب، إلا أنّها تساهم في إثارة الالتهاب وتطور الحالة،
حيث تعمل مستويات السكر المرتفعة على التأثير في التوازن البكتيري داخل المعدة، مما قد يؤدي لتفاقم الحالة.
النتيجة: زائف جزئياً، تساهم السكريات بطرق عدة بالإصابة بالأمراض السابقة، ولكنها ليست المسبب أو العامل الأساسي لها.
هل قطع السكريات يقضي على السرطان؟
زعم مقطع الفيديو بأن السكريات تسبب السرطانات، كما أن قطعها لمدة 42 يوم يقضي على السرطان بشكل كامل،
لا ينشأ السرطان بسبب تناول السكريات، ولا يوجد أي علاقة مسببة بينهما، ترجع بعض الآراء إلى أنّ السكر يسرّع في عملية انقسام الخلايا السرطانية وتكاثرها،
بينما يوضح العلم بأنّ جميع خلايا الجسم تحتاج لطاقة، والتي يتم إنتاجها من الاستهلاك الغذائي اليومي، وفي حالة الخلايا السرطانية تكون الحاجة أكبر للطاقة، سواء تم أخذها من السكريات أو باقي الأطعمة.
ولم تثبت الدراسات بأن قطع السكر المضاف من الغذاء يساهم في علاج السرطان أو منعه.
النتيجة: زائف، لا تسبب السكريات مرض السرطان، ولم يثبت بأن قطعها يقضي عليه بشكل كامل.
هل السكريات هي المسبب الأول لمرض السكري، والمخزن الأول للدهون؟
ينقسم مرض السكري إلى نوعين، السكري من النوع الأول ومن النوع الثاني،
في النوع الأول، يدمر الجهاز المناعي بالجسم الخلايا المنتجة للأنسولين، مما يتسبب في توقف إفراز الأنسولين، أو بإفرازه بكميات قليلة، وبالتالي لا علاقة للسكريات به.
بينما في النوع الثاني، قد يتسبب تناول السكر بحدوثه ولكن بشكل غير مباشر،
حيث لا ينشأ السكري من النوع الثاني بسبب السكريات، ولكن زيادة تناول السكريات والأطعمة المليئة بها تؤدي إلى السمنة، وتعد السمنة أحد أهم المسببات لهذا النوع من السكري،
إضافةً إلى أنّ الاستهلاك الفائض يتسبب بتضرر الكبد وهو شائع الحدوث عند مرضى السكري.
وعلى صعيدٍ آخر، تتشكل الدهون الحشوية المخزنة في البطن وحول جميع الأعضاء الرئيسية لتنظيم درجة حرارة الجسم، والحفاظ على توازن الهرمونات، وتحسين الوظائف العصبية،
إلا أنّ زيادة مستوياتها بشكلٍ مرتفع عن الحد الطبيعي يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وتصلب الشرايين، والاضطرابات الهرمونية ومرض السكري من النوع الثاني.
تنشأ هذه الدهون بسبب زيادة استهلاك السعرات الحرارية دون بذل المجهود الكافي أو القيام بالأنشطة الرياضية، كما يعد العمر والعوامل الوراثية من أهم المسببات لوجودها.
علاوة على ذلك، تساهم نوعية الأكل ومقداره بزيادة تراكم الدهون، كالأطعمة المليئة بالسكريات والدهون المتحولة والكربوهيدرات المكررة.
بالتالي، تعد السكريات من أهم المسببات بهذه الدهون ولكنها ليست الأولى ولا الوحيدة.
النتيجة: زائف جزئياً، تساهم نوعية الغذاء بزيادة فرصة الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ولكنها ليست المسبب الأول أو الأساسي.
هل تؤدي مشروبات الطاقة للموت المفاجئ لدى الأطفال؟
تشكل مشروبات الطاقة خطراً حقيقياً على الأطفال، لاحتوائها على جرعاتٍ كبيرة من السكريات، أعلى من الحد المسموح به لهذه الفئة العمرية، بالإضافة إلى الكافيين والمنبهات.
تؤدي جرعات الكافيين العالية في هذه المشروبات إلى زيادة معدل نبضات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة لزوجة الدم، مما قد يؤدي إلى تشكل جلطات الدم واضطرابات في وتيرة نظم القلب،
وبالتالي يتسبب بحدوث الموت المفاجئ ضمن حالاتٍ نادرة.
إضافةً إلى ذلك، لا يوجد أي مقدار آمن لاستهلاك مشروبات الطاقة من قبل الأطفال.
النتيجة: صحيح، تتسبب مشروبات الطاقة بمخاطر جسيمة على الأطفال وقد تؤدي للموت.
تقييم فتبينوا
بناءً على ما ورد ذكره من ادّعاءات في مقطع الفيديو، قيم فريق فتبينوا الادعاءات أنّها زائفة جزئياً.