في ظل أعمال العنف التي تعرّض لها مسلمو الروهينغا في إقليم أراكان في ميانمار (بورما)، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عدد كبير من الصور ومقاطع الفيديو لأطفال ورجال ونساء تم تعذيبهم، بالإضافة إلى صور جثث وغيرها من المشاهد المؤلمة، التي تم نسبها إلى هذه الحادثة، بعضها كان صحيحًا، وعدد كبير جدًا منها كان يحمل عناوين مضللة، حيث كانت تعود لأحداث أخرى لا علاقة لها ببورما، ولكن تم نسبها بشكل زائف إليها.
مقالنا اليوم للحديث عن صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي على أنها لأطفال مسلمي الروهينغا أثناء نقل جثثهم لحرقها.
فما صحة هذا الادّعاء؟ وما حقيقة تلك الصور؟ تعرّف معنا..
نص الادّعاء:
“هذا مايحدث لأطفال المسلمين في بورما حسبنا الله ونعم الوكيل شير حتى تصل لأكبر عدد ممكن”
النتيجة: عنوان مضلل
فالصور ليست لأطفال المسلمين في بورما، وإنما تعود إلى إحراق جثث المئات من ضحايا الزلزال الذي ضرب بلدة جيغو في إقليم تشينغهاي في الصين عام 2010
إحراق جثث ضحايا الزلزال الذي ضرب بلدة في الصين عام 2010:
تم تنظيم جنازة كبيرة لإحراق حوالي 700 من ضحايا الزلزال الذي ضرب بلدة جيغو في إقليم تشينغهاي شمال غربي الصين، وراح ضحيته أكثر من 1400 شخص، كما تسبب بفقدان المئات وإصابة الآلاف بجروح. حيث وضعت الجثث في خندق كبير وأُضرمت فيها النيران.
يُذكر أن “دفن الموتى” عند سكان هذه المنطقة من البوذيين، يتم بطريقة يطلقون عليها ” الدفن في الأعالي” يتم فيها تقطيع الجثة ووضعها على مرتفع كي تلتهمها النسور. إلا أنه وبسبب العدد الكبير من الجثث لضحايا الزلزال، فقد تم إحراقها عوَضًا عن الطريقة التقليدية، خوفًا من تفشي الأمراض بسبب العدد الكبير من الجثث، “إذ لن تتمكن الطيور من التهامها جميعًا” كما وصف سكان المنطقة.
بعض التفاصيل حول حملة جيش ميانمار (بورما) بولاية أراكان ضد مسلمي الروهينغا:
أثارت أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغا التي قام بها جيش ميانمار في إقليم أراكان ردود فعل دولية، مندّدة بالتجاوزات الخطيرة التي يتعرضون لها، وقد تظاهر الآلاف في عدة دول مثل أفغانستان وإندونيسيا احتجاجًا على وضع مسلمي الروهينغا هناك، مطالبين بوقف الإبادة الجماعية ضد الأقلية المسلمة.
وبيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش احتمال حدوث تطهير عرقي في إقليم أراكان. وقال في رسالة له إلى مجلس الأمن الدولي إنّ على حكومة ميانمار منح مسلمي الروهينغا جنسية البلاد أو على الأقل وثائق إقامة تمكنهم من أن يعيشوا حياة طبيعية.
وتواصلت الإدانات لما يعانيه الروهينغا على يد جيش ميانمار. وأعربت الولايات المتحدة والعديد من دول العالم عن قلقها بشأن ما يجري في ميانمار ضد أقلية مسلمة.
وقد أشارت تقارير إلى قيام قوات ميانمار بزرع الألغام عند الحدود المشتركة مع بنغلادش، قيل بأن الغاية منها منع عودة الروهينغا الذين فروا بأعداد كبيرة من ولاية أراكان جراء الحملة العسكرية.
وفي سياق متصل، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: ” لقد رأينا التقارير، من الواضح أننا نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار العنف وخاصة العنف الذي يستهدف المدنيين. والتقارير المتعلقة بالألغام الأرضية ليست تقارير يمكننا تأكيدها، ولكن إذا كانت صحيحة فإنها ستكون مقلقة للغاية.” وأكد على مسؤولية حكومة ميانمار في منع تفاقم العنف، كما أعرب عن قلق المنظمة الشديد حيال استمرار أعمال العنف ضد المدنيين.
وتجدر الإشارة أنه لا تتوفر إحصائيات دقيقة لضحايا الإبادة التي تعرض لها مسلمو الروهينغا.
وقد عبّر سكرتير لجنة نوبل الأسبق عن خيبة أمله بسبب صمت زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عما يتعرض له الروهينغا في ميانمار.
من جهتها، دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) لجنة جائزة نوبل إلى سحب جائزتها للسلام من زعيمة ميانمار أونغ سان سوتشي، كما تم شن حملات مختلفة لنفس الهدف، من قِبل العديد من الناشطين والحقوقيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذُكر في بيان للإيسيسكو “أن ما تقوم به سلطات ميانمار من جرائم بشعة ضد أقلية الروهينغا المسلمة بمعرفة رئيسة وزرائها أونغ سان سو تشي وتأييدها، هو عمل يتناقض مع أهداف جائزة نوبل ومع القانون الدولي وحقوق الإنسان”. معتبرةً أن أونغ فقدت بذلك أهليّتها للجائزة.
اقرأ ايضًا:
نزوح مئات الآلاف من المسلمين الروهينغا بسبب العنف في ميانمار إلى بنغلادش المجاورة
ما حقيقة صورة إبادة جماعية للمسلمين في أراكان دولة بورما؟
(فيديو) لعشرات المسلمين يتعرضون للتعذيب في ميانمار (بورما) – عنوان مضلل
مصدر1
مصدر2
مصدر3