هذا الفيديو ليس للبوليس الألماني وهو يحذر من لقاح كورونا في شوارع بوخوم

انتشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقطع فيديو يدعي المتحدث فيه أنه للبوليس الألماني في مدينة بوخوم يحذر من تناول لقاح كورونا. فما حقيقة هذا الادعاء؟

هذا ما نتناوله في المقال التالي:

الإدّعاء

جاء في الفيديو ادعاء مفاده:

“الشرطة الألمانية الآن البوليس الألماني يتجول في الشوارع يحذر من لقاح كورونا ويقولون إنه أخطر من كورونا ويقولون لا تأخذوا لقاح كورونا فهو قاتل واللقاح أخطر من كورونا ب90 مرة وكورونا عبارة عن رشح”

البوليس الألماني يحذر من تناول لقاح كورونا - عنوان مضلل

نشر الفيديو صفحة (Bilal Sweid) بتاريخ 27 مارس 2021 وحصد على 69 إعجاب و181 مشاركة حتى لحظة كتابة المقال 15 إبريل 2021.

نتيجة التحري

عنوان مضلل

الفيديو لتظاهرة مناهضة للقاح كورونا وليس للشرطة الألمانية وهي تحذر منه.

تواصل فريق فتبينوا مع مترجمين للغة الألمانية، وذلك لترجمة الأصوات التي صدرت في آخر الفيديو.

بداية أفاد الأستاذ خليل خليل المترجم أن الفيديو لتظاهرة من إحدى حركات مناهضة اللقاح في ألمانيا والتي تُدعى: Querdenker.

هذه الحركة قامت بالتظاهرة في داخل السيارات من أجل حض الناس على عدم أخذ لقاح كورونا.

أما الأصوات التي ظهرت في آخر الفيديو فترجمة كلامها كالتالي:

“إن أعداد الناس الموجودة بشكل مرعب في مأوي العجزة، والذين أصبحوا عبئا، تثبت ذلك. من أجل ذلك فإن شركات التصنيع الدوائية (مقصود بها الشركات المصنعة للقاح) تخلي من جهتها أي نوع من المسؤولية في حال ترتب على أخذ اللقاح أضرار (يخافون من قضايا التضرر من متضرري اللقاح، والمرضى على المدى الطويل. (المقصود هنا في حال حدوث أضرار للناس التي تأخذ اللقاح).

لذلك لا تريد أن تضع نفسها في هذا الخطر، لأن السياسيين الفاسدين ووسائل الإعلام الموجهة يضغطون عليكم عن طريق إثارة الخوف، والهلع، لكي تقدموا على ذلك (أي أخذ اللقاح).

إذا كنتم تقفون مع مسألة أخذ اللقاح بشكل حر (اختياري) وبدون أضرار اجتماعية، ومالية أو على صعيد العمل، استعلموا بشكل بديل (أي بديل عن وسائل الإعلام الموجهة) عن المزيد من المعلومات عن طريق مثلا موقع www.corona-ausschuss.de ستندهشون عند علمكم بما يخفيه عليكم سياسيونا، ووسائل إعلامنا الرسمية، ولماذا.

تأكيد محتوى الترجمة

تواصل فتبينوا مع المترجم عدنان بيلبيسي، والذي أكد نفس محتوى ترجمة المقطع السابق، وأن المسؤولين عن التظاهرة جهة غير رسمية يعتبرون أن إجراءات الحكومة غير صحيحة.

أما بالنسبة لتواجد الشرطة فهو لحماية الموكب لأن هذا دورها دائمًا.

بالتحري عن حركة Querdenker نجد أنها حركة مناهضة للقاح في ألمانيا، تأسست في شتوتجارت بألمانيا عام 2020.

تدعوا الحركة إلى عدم تناول اللقاح، كما تدعوا إلى إنهاء الإغلاق الكلي وإجراءات مكافحة فيروس كورونا في ألمانيا.

في تقرير على موقع (DW) الألماني ذكر أن مظاهرات الحركة لا تراعي التباعد الاجتماعي على الإطلاق وغالبًا ما تنتهي بالعنف مع البوليس، وأنها تابعة لليمين المتطرف في ألمانيا.

بناء على ما سبق قام فريق فتبينوا بتنصيف الادعاء على أنه مضلل، إذ أن الفيديو لمظاهرات مناهضة للقاح وليس للبوليس الألماني وهو يحذر من تناول اللقاح. 

معلومات إضافية

هل لقاح كورونا آمن؟

 نعم لقاحات فيروس كورونا آمنة وفعالة تمامًا ولا تسبب أمراضًا خطيرة. 

بعد الإنتهاء من المراحل ما قبل السريرية، وقبل اعتماد أي لقاح  بشكل نهائي تتم دراسته عادة على 4 مراحل سريرية هدفها التأكد من سلامة وفعالية اللقاح المعتزم تقديمه للبشر، ملخصها كالآتي:

المرحلة الأولى: يجرّب اللقاح على عدد من الأشخاص يتراوح بين 20 إلى 100 شخص سليم بجرعات منخفضة لمعرفة مدى سلامة استعماله على البشر. وبعد التأكد من سلامته يتم الانتقال للمرحلة الثانية.

المرحلة الثانية: يجرب اللقاح على مئات من الأشخاص المختلفين في حالتهم الصحية والجغرافية. وذلك لاختبار معيارين وهما سلامة وفعالية اللقاح المُقترح.

المرحلة الثالثة: تجربة اللقاح على آلاف من الناس، إذ يُحقن البعض باللقاح، ويحقن آخرون بجرعة وهمية لا تملك أي خاصية، ومن دون إخبارهم عن نوع الجرعة التي أخذوها، وذلك لتسهيل عملية ملاحظة الفعالية الخاصة باللقاح وجعلها أكثر مصداقية.

المرحلة الرابعة: بعد التأكد من أنّ اللقاح آمن وفعّال، يسوّق له، وتستمر عملية جمع المعلومات المسجلة حول مدى هذه الفعالية والسلامة.

أخبرت الدكتورة Aman Ishaqat المنصة في رسالة نصية أن نتائج الدراسات ما قبل السريرية والسريرية تخضع لمراقبة مختصين مستقلين قبل أن يتم نشرها في مجلات علمية محكمة،

وتكون هذه التائج متوفرة للاطلاع عليها من طرف أي شخص يرغب في ذلك وخصوصا أهل الإختصاص من جميع أرجاء العالم،

وأضافت أن هذه البيانات يتم فحصها مجددا قبل اعتمادها من طرف أي دولة من الدول، وذلك بالإستعانة بالجهات العلمية المختصة التي تعينها كل دولة لهذا الغرض.

إلى حدود تحرير هذا المقال، تمت الموافقة على 13 لقاح وذلك بعد مراجعتها بطريقة علمية وشفافة بعد كل مرحلة من مراحل اللقاح، والوصول إلى نتيجة أنها آمنة وفعالة كما سبق ذكره، وقد اعتمدت العديد من الدول حول العالم -منها دول عربية- بعضا من هذه اللقاحات وبدأ الكثير منها في حملات التلقيح.

يمكن الإطلاع على اللقاحات الموافق عليها، والدراسات المنشورة بعد كل مرحلة من مراحل تطوير هذه اللقاحات في صفحة COVID-19 vaccine tracker المقدمة من موقع The Regulatory Affairs Professionals Society الأمريكية (هنا).

مزيد من الأدلة على أن لقاح كورونا آمن

أكدت جامعة جون هوبكنز أن الأبحاث حتى الآن أثبتت أن لقاح فيروس كورونا آمن للغاية، وأن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قد أجازت استخدام اللقاح حتى الآن للاستخدام الطارئ بعد أن تأكدت من فعاليته وأمانه.

وبالرغم من أن اللقاحات قد تم تطويرها في زمن قصير مقارنة بالماضي، إلا أنهم قد تم تجربتهم بحرص شديد، ومراقبة جميع المراحل المذكورة سابقًا بكل دقة. مضيفة أن أمان اللقاح كان أولوية قصوى في جميع مراحل هذه التجارب.

كما أكد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC) أن لقاح فيروس كورونا آمن تمامًا وفعال، وأضاف المركز أن هناك ملايين ممن تلقوا اللقاح في الولايات المتحدة، تحت أكبر عملية مراقبة للسلامة في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق.

ونصح المركز كل شخص بالحصول على اللقاح في أقرب وقت يكون ذلك متاحًا له.

أكدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن لقاحات فيروس كورونا قد تمت تجربتها بشكل دقيق للغاية، للتأكد من سلامتها وأمنها على المستخدمين، وأنها قد اجتازت جميع مراحل تطوير اللقاح المذكورة.

وفي جوابها عن سرعة اكتشاف اللقاح أكدت أن هذا راجع للتنسيق الكبير والدعم الهائل الذي تم توجيهه لهذه المسألة نظرًا لكونها وباءً عالميًا، كما أكدت أنه لم يتم التضحية على الإطلاق بأي معايير علمية للسلامة والأمن أثناء مراحل تطوير اللقاح.

كما أكدت أن لديها فريق من الخبراء والعلماء في مختلف المجالات قد عكفوا على دراسة اللقاح والتأكد من سلامته للاسخدام الطارئ الذي أجازته.

هل كورونا عبارة عن رشح؟

فيروسات كورونا فصيلة واسعة الانتشار معروفة بأنها تسبب أمراضاً تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الاعتلالات الأشد وطأة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس).

في 11 فبراير/ شباط 2020، اختصرت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات،

المكلَّفة بتسمية الفيروسات الجديدة، اسم الفيروس بـ”فيروس كورونا الجديد”،

الَّذي تم تحديده لأول مرة في ووهان في الصّين، وهو فيروس كورونا المتلازم التنفسي الحادّ 2،

الَّذي تم اختصار اسمه ليصبح “السارس- CoV-2”.

يرتبط الفيروس -كما يشير اسمه- بالفيروس التَّاجي المرتبط بالسارس (SARS)

الذي تسبب في ظهور متلازمة تنفسية حادة شديدة في الفترة ما بين عامي 2002-2003، لكنَّه ليس الفيروس نفسَه.

فيروس كورونا الجديد (SARS-CoV-2) هو واحد من سبعة أفراد من هذه العائلة يُعرف أنها تصيب البشر،

وهو الفيروس الثالث من هذه العائلة خلال العقود الثلاثة الماضية الَّذي يملك القدرة على القفز من الحيوانات وإصابة البشر.

ومنذ ظهوره في الصين في ديسمبر ومع الانتشار الدولي

تسبب هذا الفيروس التاجي الجديد في حدوث حالة طوارئ صحية عالمية بداية و تم إعلانه كجائحة عالمية بتاريخ 13 مارس 2020.

 

اقرأ أيضًا..

فيديوهات اكتشاف ومفاوضات ألمانيا مع الدكتور كمون واحتفالهم بنجاح علاجه ضد كورونا.. أخبار زائفة

كنيسة في ألمانيا تطلب من إمام مسجد رفع الأذان لمواجهة وباء كورونا-خبر زائف

المصادر

مصدر 1

مصدر 2  

 

 

Related Posts