مهرجان في واحدة من جزر الدنمارك تُصاد وتُذبح فيه الحيتان والدلافين- زائف جزئيًّا

انتشرت بين مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صور تظهر حيتانًا مذبوحة بطريقة وحشية كما ادّعى ناشروها وأنها من مهرجان في واحدة من جزر الدنمارك

فما حقيقة تلك الصور؟

هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا الآتي

الادعاء

انتشر الادّعاء على وسائل التواصل بعدّة صيغ كان منها:

“كلنا اتكلمنا عن الفيل إلى مات طيب اي رأي حضراتكو ف مذبحه الدلافين اللي ف الدنمارك

الكاليديرون ده نوع من الدلافين بيتميز بالذكاء الشديد وحبه للناس والاقتراب منهم… بيقابلها الشباب الدنمارك اللي بلغو سن الرشد بالسكاكين والأدوات الحادة وطبعا انت عرفت الباقي…
ودي عاده سنوية و النوع ده من الدلافين معرض للانقراض بسبب حبه لبنى البشر والاقتراب منه
بس الشيء المحزن فعلا هو أنهم ما بيقتلوهاش مره واحده علشاان يخلصوها من عذابها بالعكس هما بيفضلو يعذبو فيها ويطعنوها بأدوات حاده لغايه م البحر كله بيتلون باللون الأحمر من دم الدلافين
واللي هتستغربه انهم م بيهتموش حتى ياكلو لحوم الدلافين دي بالعكس بيسيبوها لغايه م تتعفن ويرموها ف البحر تاني
الأفعال دي كلها تدل ان الانسان حقيقي طبيعته متوحشه وساديه

صورة لناشر الادّعاء

نشر هذا الادعاء عدّة حسابات، فكان من أبرزها حساب 8 ويتابعها أكثر من 2900 ألف شخص

إذ أنّها نشرت الادّعاء في 5 يونيو‏ 2020، الساعة 9:49 مساءً

وحصل المنشور حتى وقت التحديث على نحو 9600 تفاعل وشاركه 18 ألف شخص.

كما قام آخرون بنشر الادّعاء أيضًا يمكنك مشاهدة ذلك هنا و هنا و هنا و هنا أيضًا..

زائف جزئيا

هذه الممارسات ليست من مهرجان سنوي فهي يمكن أن تحدث في أي وقت في السنة

تُصاد مئات الحيتان -غير المهددة بالانقراض- وبعض الدلافين في المحمية الدنماركية لجزر فارو في ممارسة تعرف باسم “Grindadráp” أو “Grind”

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أنّ 1،194 حوتًا قُتل في موسم الصيد عام 2017

تستمرّ الممارسة القاسية والدموية بدعم من الحكومة الدنماركية معتبرةً أنّ الحفاظ على التقاليد والتراث الثقافيّ البحري لا يزال مهمًّا جدًا

العديد من الناشطين المدافعين عن حقوق الحيوان والمنظّمات التي تهتم بالحفاظ على البيئة يُدينون هذه التصرّفات ويسعَون إلى إيقافها، وأن هذه العادات البالية لا يجب أن تستمر في القرن الحادي والعشرين

ووصفوا هذه الممارسات بأنّها “طريقة ساديّة” لقتل الحيوانات

أبرزها “Sea Shepherd” وهي منظمة دوليّة غير ربحية للمحافظة على البيئة تشارك في حملات العمل المباشر للدفاع عن الحياة البرية، والحفاظ على محيطات العالم وحمايتها من الاستغلال غير القانوني والتدمير البيئي

فقد حاولت سابقًا إيقاف العملية فعليًا بسُفُنها الخاصّة، لكنّ السلطات منعتها

Sea Shepherd قدّمت طلبًا رسميًا إلى المفوضيّة الأوروبية لبدء إجراءات الضغط على الدنمارك التي تسهّل وتقنّن ذبح الحيتان في جزر فارو.

اقرأ أيضًا: حصري | حقيقة خرافة صوت الحوت الأزرق على سواحل مصر وليبيا والجزائر

ما رأي المدافعين عن هذه العادات؟

تحدث في جزر فارو منذ عام 1298 على الأقل، عندما نُشرت أوّل قوانين تنظم هذه الممارسة، كما توجد سجلات موثّقة منذ عام 1584

جزر فارو تعتبر رسميًّا جزءًا من مملكة الدنمارك، ولكنّها تتمتّع باستقلالية كبيرة

على عكس الدنمارك، فالجزر ليست جزءًا من الاتحاد الأوروبي فهي لا تتّبع القوانين الصادرة عنه

إذ يحظر قانون الاتحاد الأوروبي “القبض أو القتل المتعمد” لأي دلافين أو حيتان

لذا فهم يرَون أنّ هذه الممارسات تسير بشكل قانوني، كما أنّها لا تؤثّر على البيئة البحرية

فما يُصاد فيها هو نوع من الحيتان يسمّى “pilot whale” وهو ليس من الأنواع المهددة بالانقراض وكذلك بالنسبة إلى الدلافين..

إذ يُصاد في هذا الحدث ما معدّله 800 حوت في السنة وهذا لا يؤثّر بشكل كبير على أعداد الحيتان التي تُقدّر بنحو 778000 حوت عالميًّا

فأهالي تلك الجزيرة في الدنمارك يستخدمون هذه الطريقة للاستفادة من لحوم صيدهم في الغذاء أو لبيعها فيما بعد.

المصادر

مصدر1

مصدر2

مصدر3

مصدر4

مصدر5

مصدر6

مصدر7

Related Posts