ما حقيقة مساج الدماغ بسائل النخاع الشوكي عند الركوع والسجود بالصلاة

انتشر في مواقع التواصل منشور يدّعي أنّ سائل النخاع الشوكي يقوم بمسّاجٍ للدماغ عند الركوع والسجود في الصلاة.

فما حقيقة ذلك الادعاء؟ وما هي الوظائف التي يقوم بها سائل النخاع الشوكي؟ كم عدد مرات تجدده يوميًّا؟ وما هي العوامل المؤثرة على دورانه؟

هذا ما سنعرفه خلال مقالنا التالي.. 

خرافة مساج سائل النخاع الشوكي

مصدر المعلومة الخاطئة

يدور سائل النخاع الشوكي بشكل مستمر حول الدماغ والحبل الشوكي في البطينات الأربعة، ثم في الحيز تحت العنكبوتي مفصولا عن المخ بغشاء الأم الحنون فلا يلامس كل أجزائه.

علميًا لا يوجد ما يسمى بمساج للخلايا العصبية الخاصة بالدماغ.

يتجدد السائل الدماغي الشوكي حوالي ٤ مرات في اليوم الواحد حيث يفرز بمعدل حوالي ٢٥ مل كل ساعة حيث يبلغ حجمه الكلي ما بين ١٢٥ ل ١٥٠ مل. يلعب سائل النخاع الشوكي دورًا مهمًا في تخفيف الوزن الفعلي للمخ من حوالي ١٥٠٠ جرام إلى حوالي ٥٠ جرام. فيعمل كممتص للصدمات حيث يحمي المخ من إحداث ضرر لنفسه جراء وزنه كما يقلل من أثر الصدمات الميكانيكية الخارجية. يعمل سائل النخاع الشوكي على توصيل الغذاء للخلايا العصبية وإزالة الفضلات الناتجة عنها. يتجدد السائل الدماغي الشوكي حوالي 3 مرات في اليوم الواحدالطبقة التي يدور فيها سائل النخاع الشوكيأماكن دوران سائل النخاع الشوكي

خصائص سائل النخاع :

سائل النخاع الشوكي أو ما يُعرف بالسائل الدماغي الشوكي cerebrospinal fluid  اختصارًا CSF هو سائلٌ رائق، عديم اللون، لزوجته تساوي لزوجة الماء، موجود في الجهاز العصبي المركزي: داخل المخ في الجهاز البطيني للدماغ، وخارجه في الحيز تحت العنكبوتي. وهو يلعب دورًا بارزًا في تطوّر الدماغ وتوازن السائل الخلاليّ فيه وتنظيم عمل الخلايا العصبيّة.

يبلغ حجم هذا السائل حوالي 125-150 مل، ويتم إنتاجه بمعدل 450 مل في اليوم، وبالتالي يتجدّد حوالي ثلاث مرات في اليوم.

إنتاج سائل النخاع الشوكي:

يتم إنتاج معظم سائل النخاع  (حوالي ثلثيه) من الضفائر المشيميّة choroid plexus -وهي عبارة عن شبكةٍ معقدةٍ من الأوعية الدموية المحاطة بخلايا متخصّصةٍ توجد داخل البطينات الدماغية الأربعة- بينما يتمّ إنتاج ماتبقّى عن طريق الترشيح الفائق لبلازما الدم من خلال الشعيرات الدموية المشيميّة. بالمقابل، يتم ارتشافه بواسطة الزغابات العنكبوتية arachnoid villi وهي نتوءاتٌ صغيرةٌ من الغشاء العنكبوتيّ تمتد إلى الجيوب الأنفية الوريدية؛ مما يتيح تدفّق سائل النخاع الشوكي مرةً أخرى إلى الدوران الوريدي الدموي.

من المهم الحفاظ على توازنٍ مستمرٍّ بين الإفراز والارتشافِ؛ ففي حالة عدم التوازن يتراكم السائل مما يسبب حالةً تسمى استسقاء الرأس hydrocephalus .

وظائف سائل النخاع الشوكي:

يؤدي هذا السائل العديد من الوظائف أهمها:

  • غمر المخ بشكلٍ كاملٍ مما يؤدي إلى انخفاض وزنه الفعليّ من حوالي 1500 غ إلى ما يعادل 25-50غ وبهذه الآلية يحمي المخ من الأضرار الناجمة عن وزنه.
  • يعمل CSF كممتصٍّ للصدمات، ويحمي الدماغَ من أي تغيّراتٍ مفاجئةٍ في الضغط ودرجة الحرارة.
  • توفّر مكونات الجهاز المناعي الموجودة في سائل النخاع  (الكريات البيض، الغلوبولينات المناعية…) حمايةً ضد مختلف العوامل الممرضة.
  • يساعد سائل النخاع الشوكي في الحفاظ على التركيب الصحيح للبيئة المحيطة بخلايا النسيج العصبي، ويزوِّدها بالعناصر المغذية ويقوم بالتخلص من الفضلات الاستقلابية.

دورة السائل حول الدماغ:

يدور سائل النخاع الشوكي بشكلٍ مستمرٍّ حول الدماغ والحبل الشوكي في البطينات الأربعة ثم في الحيز تحت العنكبوتي مفصولاً عن المخ بغشاء الأم الحنون فلا يلامس كل أجزائه، يعتمد دوران CSF من مواقع الإفراز إلى مواقع الامتصاص إلى حدٍّ كبيرٍ على موجة النبض الشرياني، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل موجات الجهاز التنفسي، وضغط الوريد الوداجي وغيرها.

 

وبالتالي لا يوجد ما يسمى “بمساج الدماغ” علميًّا، ولا يرتبط عدد مرات تجدّد سائل النخاع الشوكي يوميًا بعدد الصلوات الخمس كما ذُكِر في الادّعاء.

 

 

مصدر1

مصدر2

مصدر3

مصدر4

مصدر5

Related Posts