لم يُظهِر تقرير مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي (CDC) أن معظم الملتزمين في ارتداء الكمامة يُصابوا بفيروس كورونا

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ادّعاءً مفاده أن أغلب من التزموا في ارتداء الكمامة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجدّ، ونُسب هذا الادّعاء لمركز السيطرة على الأمراض الأمريكي (CDC)، فما حقيقة هذا الادّعاء؟

 

هذا ما سنتعرّف عليه في المقال التالي…

نص الادّعاء (دون تصرّف)

نص الادّعاء:

نقلا عن جمعية المهندسيين الاردنيين.

دراسة عجيبة من ال CDC تقول ان 85% من الذين التزموا بالكمامات اصيبوا بالفايروس!!! رأيكم ؟؟

https://www.cdc.gov/…/volumes/69/wr/pdfs/mm6936a5-H.pdf…

مصدر ادّعاء أن دراسة CDC تقول بأن أغلب الملتزمين في ارتداء الكمامة أصيبوا بفايروس كورونا

نشرت صفحة نذر الارض والسماء The earth and the sky changes على الفيسبوك في تاريخ 16 أكتوبر 2020 ادّعاءً بأن دراسة من مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي تقول أن معظم الملتزمين بالكمامات أُصيبوا بفايروس كورونا.

وحصل المنشور على 6 مشاركات و55 تفاعل إلى حين كتابة المقال في تاريخ 2 ابريل 2021.

صفحات نشرت الادّعاء

نقلت صفحات أخرى على الفيسبوك الادّعاء، يمكنك التحقق منها من (هنا)، (هنا)، و(هنا).

نتيجة التحري

السياق مفقود

خطوات البحث عن الحقيقة 

باستخدام الرابط المرفق ببوست الادّعاء نجد أنه يوجّهنا إلى التقرير الأسبوعي للحالة المرضيّة والوفيات MMWR الصادر عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) والمنشور في تاريخ 11 سبتمبر 2020، وفي هذا التقرير نجد دراسة هدفت إلى تحليل التعرّض المجتمعي وعدم التباعد (المخالطة عن قرب أو الاتصال الوثيق بالمصابين) المرتبط بكوفيد-19 بين الأشخاص الذين يعانون من أعراض ويبلغون 18 عامًا أو أكثر، في 11 منشأة للرعاية الصحية بالمرضى الذين يعالَجون خارج المستشفى في الولايات المتحدة خلال شهر يوليو 2020.

 

يجب أن نؤكد في البداية أن الدراسة لم تهدف إلى البحث في استخدام الكمامة وكفاءة استخدامها، وإنما هدفت إلى تقييم العلاقة بين التعرّض المجتمعي والاتصال الوثيق بمرضى ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 والإصابة بفيروس كورونا. حيث أنها تسلّط الضوء على الاختلافات في التعرَض المجتمعي والمخالطة عن قرب بين البالغين الذين حصلوا على نتيجة إيجابية لفحص كورونا وأولئك الذين حصلوا على نتيجة سلبية للفحص.

 

تفاصيل أكثر عن الدراسة وتفسير نتائجها

حلّلت الدراسة خصائص وأنشطة مجموعتين من الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض محتملة للإصابة بكوفيد-19 في الأيام الـ14 السابقة لظهور الأعراض. تضمنت العينة التحليلية النهائية 314 شخص؛ من بينهم 154 مريضًا (كانت نتيجة فحص فيروس كورونا المستجدّ لديهم إيجابية) يشار إليهم بـ “مجموعة الحالات”، و160 مشاركًا (نتيجة فحص فيروس كورونا المستجدّ لديهم سلبية) يُشار إليهم بـ “مجموعة الشواهد”.

 

في حين أن الأرقام المذكورة في هذا الادعاء صحيحة، إلا أنها تفتقر إلى السياق الذي ذُكرت فيه. صحيح أن 85٪ من الأشخاص في الدراسة الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا (مجموعة الحالات) كانوا يرتدون الماسك (الكمامة) دائمًا أو في أغلب الأحيان. ولكن ورد في البيانات أيضًا أن نسبة ارتداء الكمامة كانت مرتفعة وأعلى (88.7٪) بين الأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس (مجموعة الشواهد). وعليه فإن أغلب المشاركين بالدراسة ذكروا أنهم كانوا يرتدون الكمامة غالبًا أو دائمًا سواء كانوا من مجموعة الحالات (نتيجتهم إيجابية) أو مجموعة الشواهد (نتيجتهم سلبية).

 

أشارت الدراسة إلى أن 42 ٪ من مرضى مجموعة الحالات (نتيجتهم إيجابية) أبلغوا عن التخالط مع شخص (أو أكثر) مصاب بكوفيد-19 -كانت معظم حالات التعرض للمخالطة الوثيقة هي مخالطة أفراد الأسرة (51%)، بما يتفق مع انتقال فيروس كورونا المستجدّ في المنزل-. في حين أن نسبة أقل (14٪) من المشاركين في مجموعة الشواهد (نتيجتهم سلبية) أبلغوا عن مخالطة شخص مصاب بكوفيد-19.

 

أوصت الدراسة أنه للمساعدة في إبطاء انتشار فيروس كورونا المستجدّ، يجب تنفيذ احتياطات البقاء في المنزل بمجرد مخالطة شخص مصاب بكوفيد-19، بالإضافة إلى الالتزام بالتوصيات الخاصة بغسل اليدين، وارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي. وإن كان أحد أفراد الأسرة أو أي شخص تمت مخالطته مريضًا، يمكن اتخاذ تدابير وقائية إضافية لتقليل فرصة انتقال العدوى، مثل تنظيف المنزل وتعقيمه، والحدّ من مشاركة الوجبات والأغراض، وارتداء القفازات، وارتداء الكمامة.

 

أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بكوفيد-19 (مجموعة الحالات) أبلغوا عن تناول الطعام في مطعم في الأيام الـ14 قبل أن يصابوا بالمرض كانوا أكثر بمقدار الضعف تقريبًا من المشاركين في مجموعة الشواهد (ذوي النتيجة السلبية). وذكرت الدراسة أنه: “لا يمكن ارتداء الكمامة بشكل فعّال أثناء الأكل والشرب، في حين أن التسوق والعديد من الأنشطة الداخلية الأخرى لا تحول دون استخدام الكمامة.”

 

وتابعت: “قد تكون الأنشطة التي يصعب فيها الحفاظ على استخدام الكمامة والتباعد الاجتماعي -بما في ذلك الذهاب إلى الأماكن التي تقدم الأكل والشرب في المكان نفسه- عوامل خطر مهمة لعدوى فيروس كورونا.” وعليه، أوصت الدراسة بأنه يجب مراعاة تنفيذ معايير السلامة لتقليل التعرّض لفيروس كورونا أثناء الأكل والشرب في االأماكن التي توفّر ذلك لحماية الزبائن والموظفين والمجتمعات وإبطاء انتشار الفيروس.

 

بناءً على ما سبق، فإن الدراسة تدعم أهمية ارتداء الكمامة في التقليل من انتشار العدوى وتوصي بارتدائها على عكس ما يوحي به الادّعاء. وعليه فإن الادّعاء هو محتوى ناقص تم فيه اجتزاء أحد البيانات الواردة في الدراسة من سياقها لتضليل القارئ.

 

توضيح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لحقيقة الادّعاء

ذكر حساب مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي (CDC) على تويتر أن التقرير الأسبوعي للحالات المرضيّة والوفيات الصادر عن CDC بحث في حالات المخالطة بين الأشخاص المصابين وغير المصابين بكوفيد-19، وقيّم هذا التقرير معدلات استخدام الكمامة بين هذه الفئات أيضا. فإن التفسير القائل بأن من يرتدون الكمامة أكثر إصابة بالعدوى مقارنة بمن لا يرتدون الكمامة هو تفسير خاطئ.

 

كما أضاف أن الأشخاص المشاركين في الدراسة بشكل عام سواء كانوا ممن أصيبوا أو لم يصابوا بالفيروس سجّلوا مستويات عالية من استخدام الكمامات في الأماكن العامة. ولكن هناك أنشطة لا يمكن فيها ارتداء الكمامة، مثل الأكل أو الشرب حتى بالنسبة لمن يلتزمون بارتداء الكمامة دائما. وقد كان الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 أكثر احتمالًا لأن يكونوا قد تناولوا الطعام في مطعم.

 

وختم بأن إرشادات مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي (CDC) تشير إلى أن ارتداء الكمامة يهدف إلى حماية الأشخاص الآخرين في حالة إصابة مرتدي الكمامة بكوفيد-19. تُظهر الكثير من الأدلة أن ارتداء الكمامات في الأماكن العامة يقلل من انتقال العدوى عن طريق منع انتشار الرذاذ المتطاير من الزفير.

 

أهمية ارتداء الكمامة

تنصح منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي، إضافة إلى العديد من المراجع العلمية الموثوقة (هنا وهنا وهنا وهنا وهنا)، الأشخاص المؤكد أو المحتمل إصابتهم بالمرض بارتداء الكمامة الطبية (أو الكمامة الجراحية)، وذلك لثبوت فائدتها في الحد من انتشار المرض وليس العكس.

ويدعمها في ذلك العديد من الدراسات العلمية المحكمة التي أثبتت نجاعة ارتدائها في الحد بشكل كبير من انتشار الوباء  (هنا وهنا).

وجدت دراسة أن أوامر الالتزام بارتداء الكمامة (الماسك) كانت أكثر الوسائل فعالية لمنع انتقال العدوى بين البشر.

ووجدت دراسة أخرى، والتي راجعت 172 دراسة، أن ارتداء الكمامة قلّل من خطر الإصابة بالعدوى.

لم ينوّه أي مصدر من المصادر السابقة إلى أن الكمامة قد تكون سببًا في زيادة فرصة الإصابة بالمرض.

 

ما هي مخاطر انتشار مثل هذا الادّعاء؟

تشكّك مثل هذه الادّعاءات بأهمية الالتزام بمعايير السلامة الموصى بها من قبل منظمات الصحة العالمية لحماية المواطنين من خطر كورونا مثل ارتداء الكمامة.

وتصديق مثل هذه الادّعاءات يؤدي إلى ترك الإجراءات الاحترازية وعدم اتباعها مما يزيد من احتمالية الإصابة بكوفيد-19.

 

تقييم فتبيّنوا: 

بناء على ما سبق قررت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء كمحتوى ناقص

إذ أنه وعلى الرغم من أن 85% ممن أصيبوا بالفايروس كانوا قد التزموا بارتداء الكمامة دائمًا أو غالبًا، إلا أن كلا المجموعتين (الذين أصيبوا والذين لم يصابوا بالفيروس) كان أغلبهم ممن يلتزمون بالكمامة. ولكن طريقة تأويل ذلك في الادّعاء واقتطاع بعض البيانات والأرقام من السياق الذي وردت فيه أوحى بأنه لا أهمية من ارتداء الكمامة بل على العكس فإن ارتداءها جعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

وقد أكدّت الدراسة على أهمية ارتداء الكمامة ولكن من الصعب ارتداء الكمامة بشكل فعال في بعض الأنشطة كالذهاب لتناول الطعام والشراب في الأماكن التي تقدّم خيار الأكل والشرب في المكان نفسه مثل المطاعم والحانات والمقاهي والذي كان مرتبطًا بالإصابة بفيروس كورونا. وأكدّت على أهمية بذل الجهود في تقليل التعرّض للمخالطة في الأنشطة التي يصعب فيها الحفاظ على ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي من أجل حماية الجميع.

وعليه، فإن الادّعاء يعتبر محتوى ناقص حيث أن ذكر المعلومة كما ورد في الادّعاء يضلّل القارئ.

 

اقرأ أيضًا: فيروس كورونا حقيقي ولقاح كورونا آمن وليس مؤامرة للتخلص من أكثر من نصف البشرية

لقاح كورونا لا يحتوي على مواد خطيرة تغير الحمض النووي للبشر أو تسبب العقم

المصادر

مصدر1

مصدر2

مصدر3

مصدر4

مصدر5

مصدر6

مصدر7

مصدر8

مصدر9

مصدر10

مصدر11

مصدر12

مصدر13

مصدر14

مصدر15

مصدر16

مصدر17

Related Posts