تناقل ناشطون على فيسبوك صورة يدعون أنها تظهر واحدًا من أندر أنواع القطط في العالم...
تداول عدد كبير من مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءً عن ثقب أسود يمر بجوار كوكب نبتون
ربما يؤدي إلى نتائج وخيمة على الحياة في الأرض لأنه سيُجري تعديلًا كبيرًا في مدارها
فما صحة تلك المعلومة؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا التالي…
انتشر الادّعاء على وسائل التواصل بعدة صيغ كان منها:
“هذه المرة ليست الكورونا، فالعالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد الأمريكية، “فابيو باكوتشي” أن ثقبًا أسود يمر بجوار كوكب نبتون ربما يؤدي إلى “نتائج وخيمة” على الحياة على الأرض من خلال إدخاله “تعديلًا كبيرًا” في مدارها.
نشر هذا الادعاء عدة حسابات، كان منها صفحة نهضة تونس وهي صفحة عامة يتابعها أكثر من 8 آلاف شخص
وقد نشرت الصفحة الادعاء بتاريخ 3 سبتمبر، الساعة 7:47 مساءً
وحصل المنشور حتى وقت التحديث على نحو 737 تفاعل وشاركه نحو 53 شخصًا
كما نشر آخرون الادعاء نفسه يمكنك مشاهدته هنا و هنا وأيضًا هنا
عند البحث عن اسم الدكتور المذكور في نص الادعاء عبر محرك البحث Google تظهر لنا مباشرة نتائج توصل إلى الحقيقة
فالكلام مجتزأ من درس قدمه الدكتور Fabio Pacucci عبر منصة TED-Ed
بعنوان “هل يمكن أن يبتلع ثقب أسود الأرض؟”
ماذا قال الدكتور في الدرس تحديدًا؟
كان حديثه عن الثقوب السوداء، كما ذكر بعض المعلومات عنها مثل نشأتها وأهم أنواعها
وعن تأثير الثقوب السوداء صغيرة الحجم نسبيًا واحتمالية أن يبتلع الأرضَ ثقبٌ أسود
وذكر خلال كلامه مثالاً أنه فيما إذا مرّ أحدها في مجال كوكب نبتون، فسيتغير مدار الأرض بشكل كبير إذ قال في الدقيقة 2:30 مترجمًا إلى العربية:
هل يجب أن نكون قلقين؟ غالبًا لا.
على الرغم من كتلتها الكبيرة، الثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية يبلغ قطرها 300 كيلومتر أو أقل، ما يجعل فرص التعرض المباشر لها ضئيلًا للغاية.
على الرغم من ذلك، فإن مجالها الجاذبيّ يمكن أن يؤثر على كوكب ما من مسافة بعيدة، ما يجعل هذه الثقوب خطيرة حتى وإن لم يحصل اصطدام مباشر.
لو اقترب مسار ثقب أسود نجمي من مسار كوكب نبتون، فسيتغير مسار الأرض بشكل كبير، وستكون عواقبه وخيمة.
فذلك كان مثالًا وليس حقيقة، ويمكنك مشاهدة الدرس كاملًا من هنا
أين يقع أقرب ثقب أسود إلى الأرض؟
أقرب ثقب أسود اكتُشف في 6 مايو 2020 يقع على بعد 1000 سنة ضوئية من الأرض، خلال دراسة نظام نجمي يسمى HR 6819
كجزء من دراسة أنظمة النجوم المزدوجة التي يقوم بها الراصدون الفلكيون في المرصد الأوروبي الجنوبي (ESO)
وأحد الجوانب المميزة هو أنه من الممكن رؤية HR 6819 بالعين المجردة فقط بالنظر إلى السماء الجنوبية.
ليست هناك حاجة إلى تلسكوب أو مناظير، على الرغم من أن الظروف صعبة في الوقت الحالي لأن النظام النجمي ينبثق الآن فقط من خلف الشمس.
أما عن نظامنا الشمسي، فهو يدور في مدار مستقر حول ثقب أسود هائل، الذي يتربع في مركز مجرة درب التبانة والذي يبعد عنا مسافة 25000 سنة ضوئية
اقرأ أيضًا: وكالة ناسا لم تضف برجًا جديدًا أو تغيّر مواعيد بداية ونهاية الأبراج
بناءً على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنّه مُضلّل، لأنه اقتبس كلامًا في غير سياقه لنقل مجموعة من المعلومات المضلّلة وغير الصحيحة.