تناقل ناشطون على منصات التواصل مقطعاً صوتياً للتحذير من انقطاع متوقع للإنترنت في 11 أكتوبر...
انتشر على الفيسبوك مقطعًا يظهر فيه السيد ملا علي كردستاني في بث ّمباشر له على صفحته الرسمية مقدمًا ادّعاءات تزعم بأن كورونا مرض بكتيري وادّعاءات أخرى تتعلّق بفيروس كورونا وعلاجه. كما عاد لإطلاق ادعائه القديم بأن بول الإبل وحليب الإبل مع العسل والحبة السوداء يعتبر علاجًا فعّالًا لوباء كوفيد-19.
تعرف على الحقيقة وتفاصيل الردّ على الادّعاء من خلال مقالنا الآتي…
نشرت صفحة الفيسبوك الرسمية للسيد ملا علي كردستاني “Dr.Mala Ali Kurdistani“ البث المباشر المعني في 24/07/2020 معنونا بالنص الآتي (من دون تصرف):
خبرمهم عن هذا فيروس هوبكتريا ام فیروسی . هومرض طاعون بكتيري
هه والیكی گرنگ ئایه ئه م نه خۆشیه ڤایروسه یان به كتریایه
حقق البث والذي مدّته 12 دقيقة عدد مشاهدات فاق 274 ألف مشاهدة مع تفاعل كبير، وأعيدت مشاركته أكثر من ألفين و400 مرة (حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 5 ابريل 2021).
شارك البث صفحة الفيسبوك الأخرى التي تحمل اسمه Mala Ali Kurd .
ملخص الادّعاءات:
- كورونا مرض بكتيري طاعوني، مثل الطاعون، تسببه بكتيريا وليس فيروس.
- مرض كورونا هو تخثّر في الدم يسبّب ضررًا في الرئة ويؤدي إلى توقف القلب والموت.
- علاج كورونا بسيط وهو بالضرب على أسفل القدمين بالخشبة، تناول 3 ملاعق عسل، وكوب زيت الحبة السوداء، وكوب من بول الإبل وكوبين من حليب الإبل، وكوب ماء الليمون.
بحث الفريق في مدى صحة الادعاءات، وبعد البحث تبين الآتي:
الادّعاء الأول: كورونا مرض بكتيري، مثل الطاعون، سببه بكتيريا وليس فيروس؟
الأدلة العلمية على أن كورونا هو مرض فيروسي كثيرة جدًّا (هنا)، و(هنا). فقد عُزل الفيروس، وصُوّر، وفُكّكت شيفرته الوراثية وتتبعت الطفرات التي تحدث فيها باستمرار (راجع هنا).
نشرت منظمة الصحّة العالمية (WHO) على صفحتها الخاصة لنفي الإشاعات الخاصّة بكورونا والتي يتم تحديثا باستمرار تفنيدًا لهذا الادّعاء وقالت: “ينتمي الفيروس المسبب لكوفيد-19 إلى عائلة فيروسات تسمى Coronaviridae.”
أضافت: “يمكن أن يتعرّض مرضى كوفيد- 19 للإصابة أيضًا بعدوى بكتيرية كمضاعفات.”
ألحقت الردّ على هذه الإشاعة بفيديو قصير، يمكنك الاطّلاع عليه من هنا:
استُخلص فيروس كورونا في أكثر من دولة من عيّنات من المرضى المصابين.
تعتمد طريقة الكشف عن وجود فيروس كورونا على تفاعل البوليميريز المتسلسل العكسي ( RT-PCR) والذي يُحلّل الحمض النووي الخاص بالفيروس.
يوجد صور ميكروسكوبية لفيروس كورونا الجديد المستخلص من المرضى المصابين والمزروع مخبريًّا:
على سبيل المثال هذه صورة من تصوير الميكروسكوب الماسح الإلكتروني لفيروس كورونا الجديد باللون الأصفر أثناء خروجه من الخلايا المزروعة في المختبر:
This scanning electron microscope image shows SARS-CoV-2 (yellow)—also known as 2019-nCoV, the virus that causes COVID-19—isolated from a patient in the U.S., emerging from the surface of cells (blue/pink) cultured in the lab.
صورة أخرى لفيروس كورونا من عينة لمريض أمريكي صُوّرت بالميكروسكوب الماسح الإلكتروني:
This image from a scanning electron microscope shows, in orange, the coronavirus that causes the disease COVID-19. The virus was isolated from a patient in the U.S. and is seen here emerging from the surface of cells — in gray — cultured in the lab. NIAID-RML
قامت فتبيّنوا بنشر بعض المقالات التي وضّحت تفاصيل أكثر عن فيروس كورونا الجديد، يمكنك الاطّلاع عليها من (هنا)، و(هنا).
أما الطاعون فهو مرض تسبّبه بكتيريا تدعى اليرسنية الطاعونية وهو مختلفٌ تمامًا عن مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا الجديد (SARS-COV-2)؛ يمكنك الاطّلاع على المزيد من التفاصيل عن مرض الطاعون من (هنا) و(هنا).
بناءً على ما سبق فإن سبب مرض كوفيد-19 المعروف بـ”كورونا” هو فيروس وليس بكتيريا وعليه فإن الادّعاء بأن كورونا مرض بكتيري طاعوني هو ادّعاء زائف.
تقييم فتبينوا: زائف.
الادّعاء الثاني: مرض كورونا هو تخثّر في الدم يسبّب ضررًا في الرئة ويؤدي إلى توقف القلب والموت.
بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO) فإن معظم الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجدّ يعانون من مشاكل تنفسية خفيفة إلى متوسطة ويتعافون دون الحاجة إلى علاج خاص. أما كبار السن وأولئك الذين يعانون من مشاكل صحيّة أخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان هم أكثر عرضة للوصول إلى حالات خطيرة.
هل يحدث تجلط للدم في حالات الإصابة بكورونا؟
قد يتسبّب مرض كوفيد-19 في حدوث تجلطات في الدم عند بعض مرضى كورونا، ولكنها تحصل كمضاعفات للمرض وليس كشيء رئيسي في جميع المرضى.
يُكوّن العديد من مرضى كوفيد-19 الموجودين في العناية المُركزة جلطات وتشمل:
- جلطات في الأوعية الدموية الصغيرة
- الجلطات العميقة في القدمين (deep vein thromboses)
- جلطات في الرئتين (clots in the lungs)
- جلطات تسبب السكتة الدماغية (stroke-causing clots) في شرايين المخ
وفقًا لدراسة نُشرت في 23 يوليو 2020 على 400 مريض بفيروس كورونا المُستجد داخل المستشفيات تبيّن أنّ نسبة حدوث الجلطات هي نحو 10 في المائة والحالات التي ثبت أنها جلطات في الأوردة بشكل رئيس جلطات في الأوعية العميقة تقدر بنحو 5 في المائة.
ذكرت المجلة الطبية البريطانية (BMJ) في المقال المنشور في 21 مايو 2020 أن الأطباء يشهدون معدلات عالية من الجلطات الدموية بين مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من حالة صحيّة خطرة.
أشارت أيضًا إلى أن “دراسة هولندية أجريت على 184 مريضًا بكوفيد-19 مصابًا بالتهاب رئوي أُدخلوا إلى وحدة العناية المركزة (ICU) وجدت أن النسبة التراكمية لحدوث التجلّطات كمضاعفات بلغت 49٪. قال المؤلفون أن هذا المستوى “عالٍ بشكل ملحوظ”، نظرًا لأن جميع المرضى تلقّوا على الأقل الجرعة القياسية للوقاية من التخثر.”
تابعت المجلة: “أشارت دراسات أخرى من فرنسا وهولندا أيضًا إلى أن تجلط الدم يحدث في 20-30 ٪ من مرضى كوفيد-19 ذوي الحالات الحرجة، حتى مع العلاج الوقائي.”
ولكن، جميع هذه الأدلة والدراسات أشارت إلى أنّ التجلّطات الدموية هي مضاعفات وقد تكون شائعة الحدوث بين مرضى كوفيد-19 ذوي الحالات الخطيرة أو الحرجة، ولكنها ليست طبيعة مرض كوفيد-19 الرئيسية ولا تحدث مع جميع المصابين بفيروس كورونا المستجدّ. وعليه فإن الادّعاء زائف جزئيًا.
تقييم فتبيّنوا: زائف جزئي.
الادّعاء الثالث: علاج كورونا بسيط وهو بالضرب على أسفل القدمين بالخشبة، تناول العسل، وزيت الحبة السوداء، وكوب من بول الإبل وكوبين من حليب الإبل، وكوب ماء الليمون
أجابت منظمة الصحة العالمية على سؤال ما إذا كان هناك علاج لفيروس كورونا الجديد بأنه لا يوجد علاج محدد للمرض الذي يسببّه فيروس كورونا الجديد.
أوضحت المنظمة أيضًا في صفحة تفنيد الإشاعات الخاصة بكورونا أنه لا يوجد حاليًا دواء مرخص لعلاج كوفيد-19 وأوصت من يعاني من أعراضٍ بالاتصال على مقدمي الرعاية الصحية أو الخط الساخن لكوفيد-19 للحصول على المساعدة.
ولا توجد دراسات علمية تُخبر حتى الآن عن فعالية أيّ مما ذُكر كعلاج لفيروس كورونا بشكل خاص.
الضرب على أسفل القدمين يُعالج التخثّر؟
بالبحث في المراجع الطبية والدراسات العلمية عن علاج تخثّر الدم (تحديدًا الجلطات العميقة في القدمين DVT)، لم نجد الضرب على أسفل القدمين من بين العلاجات.
بل إن الجلطات العميقة في القدمين قد تنتقل إلى الرئتين من الأوردة العميقة في الساقين وتتسبّب في حدوث انصمام رئوي (Pulmonary Embolism).
حليب الإبل وبول الإبل كعلاج لكورونا؟
بدأ السيد مالا علي كردستاني في إطلاق الادّعاء في 27/01/2020 بعد زيارته للإمارات وتصويره مقطعًا مرئيًّا يشرب فيه مزيج بول وحليب الإبل، ليستمر بعدها في تصوير العديد من الفيديوهاات المباشرة على صفحته في فيسبوك روّج فيها للعلاج مؤكدًا على نجاعته في كل مرة.
تحققت المنصة من قبل من مدى صحة الادعاء ووجدت بأنه زائف.
لم نقع على أي دراسة علمية أكدت أو حتى افترضت أن بول الإبل بإمكانه مقاومة فيروس سارس-كوف-2 المسبب لوباء كوفيد-19 المعروف بكورونا.
الليمون مع الماء الدافىء لعلاج كورونا؟
أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد دليل علمي أن الليمون يُمكنه منع الإصابة بفيروس كورونا.
انظر أيضًا: الشاي بالليمون وحبة البركة يوميًّا هو علاج فيروس كورونا والفواكه ترفع المناعة.. زائف جزئيًّا
تقييم فتبيّنوا: زائف.
خطر انتشار مثل هذه الادّعاءات
تزعم هذه الادّعاءات بوجود علاج سهل وبسيط لوباء منتشر؛ مما قد يُشعر الناس بالأمان ويدفعهم للتراخي بمعايير السلامة والإجراءات الوقائية التي تحميهم من المرض، وهذا يؤدي إلى زيادة انتشار الوباء.
كما قد تلحق العلاجات الموصوفة بلا أي دليل مثبت الضرر بمستخدميها بدلًا من إفادتهم.
تقييم فتبيّنوا
ثبُت بالأدلّة القاطعة أن فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) هو المتسبّب بمرض كوفيد-19 وليس بكتيريا كما جاء في الادّعاء.
وعلى الرغم من أنّ التجلطات الدمويّة قد تحصل بين بعض مرضى كورونا إلا أنها مضاعفات لهذا المرض وليست جزءًا أساسيا فيه ولا تعدّ تعريفًا رئيسيا لما يحدث في هذا المرض.
لا يوجد علاج محدد لمرض كوفيد-19 حتى الآن، ولا يوجد أي دليل علمي يؤكد على نجاعة استخدام ما ذُكِر في الادّعاء لعلاج كورونا.
وعليه، فإن هذا تقييم الادّعاءات الواردة في هذا الفيديو زائف.
يجب التنويه إلى أن مالا علي لم يذكر “كورونا” وإنما أشار إليه باستخدام لفظ “هذا المرض ليس فيروس”، ولكن هذا بحدّ ذاته تمويه وتضليل.
وهناك أدلة على أنه يقصد فيروس كورونا في هذا المقطع، ومنها:
- ذكره لادّعاءات مشابهة للادّعاءات الواردة في هذا المقطع في منشورات أو مقاطع سابقة؛ مثل ادّعاء شرب بول البعير ومنافعه العلاجية للكورونا. يمكنك الاطّلاع على ادّعاء مشابه من (هنا).
- ادّعاؤه بقدرته على علاج كورونا وأنه سينقذ العالم من الأمراض وتحديدًا مرض كورونا. (هنا)
- ذكر في منشور سابق أن فيروس كورونا بكتيريا مع فيروس. (هنا)
- حديثه عن فيروس كورونا وعلاجه في عدة منشورات ومقاطع أخرى (هنا)، (هنا)، (هنا)، (هنا).