صور المدرّجات الكبيرة لا تعود لقوم عاد بل لشعوب الإنكا جنوب البيرو

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، صورًا لمدرّجات كبيرة، مدّعين بأن هذه المدرّجات تعود لقوم عاد في صحراء الربع الخالي،

فما حقيقة هذه الصور؟

إليكَ التفاصيل..

نص الادّعاء:

“صورة لدرج قوم عاد في صحراء الربع الخالي شاهد ضخامة حجم الدرج قوم عاد وهم قوم هود “عليه السلام” عرف عنهم بضخامة أجسادهم وقوة بأسهم “قالوا من أشد منا قوة”

فكان الله اقوى منهم فاخذهم اخذ عزيز مقتدر”

انتشر الادعاء بشكل كبير جدًا على فيس بوك، فكانت من بين الصفحات التي نشرته، صفحة “هنا القاهرة” التي نشرته بتاريخ 9 سبتمبر 2019، هنا وصفحة “واثق الخطوة يمشي ملكا” التي نشرته بتاريخ 22 مايو 2020، هنا

بالإضافة إلى حساب “رياض انوير” الذي نشره في مجموعة “غرائب وعجائب حول العالم” بتاريخ 29 أكتوبر 2019

عاد الادّعاء للانتشار مجددا في شهر يونيو 2020.

قام حساب عمر عبدالعزيز بنشر الادّعاء بتاريخ 19 يونيو 2020 في الساعة 1:34 صباحًا

حصل المنشور حتى تاريخ آخر تحديث بتاريخ 23 يونيو 2020 على 352 مشاركة.

درج قوم عاد في صحراء الربع الخالي

قامت صفحات وحسابات أخرى بنشر الادّعاء حديثًا يمكنك التعرف عليها من هنا و هنا و هنا و هنا

عنوان مضلل

عنوان مضلل

البحث في حقيقة ادّعاء درج قوم عاد:

باستخدام خاصية البحث العكسي عن الصور من موقع tineye توصّل فريق فتبينوا إلى أقدم نسخة نُشرت من الصورة والتي كانت بتاريخ 25 أكتوبر 2016.

ونرى أنّ هناك كتابة باللغة الانجليزية على أقدم نسخة من الصورة تشير إلى أنّ ما يظهر فيها هو terraces of Pumatallis أي مصاطب بوماتاليز.

عند البحث من خلال جوجل عن هذه المصاطب الزراعية توصل فريق فتبينوا إلى صور مشابهة بالفعل لصورة الادّعاء ومواقع تتحدّث عن هذه المصاطب الزراعية الموجودة في بيرو Peru وليس في صحراء الربع الخالي

صورة توضّح المصاطب من الموقع الأثري جنوب البيرو:

Terraces of Pumatallis مصطبات بوماتاليز وليست مصاطب قوم عاد
Terraces of Pumatallis

المصطبات الزراعية في موقع أولانتايتامبو Ollantaytambo جنوب بيرو Peru:

– الصورة لمصطبة زراعية “مدرج زراعي” يعود لشعب الإنكا في الموقع الأثري أولانتايتامبو Ollantaytambo جنوب البيرو، هنا

يمكنك مشاهدة صورة قريبة جدًّا من صورة الادّعاء للمصطبة الزراعية في الموقع من هنا 

المصطبات الزراعية هي عبارة عن تدرّجات في سطح الأرض، إمّا أن تكون موجودة طبيعيًّا، أو يتم إنشاؤها صناعيًّا بغرض استغلال مساحات أكبر للزرعة، وشقّ الطرق الجبلية والاستفادة منها.

– أيضًا تُستَخدم المدرّجات من أجل تسوية الأرض في المناطق الجبلية، للتّمكن من إنشاء السكك الحديدية عبرها.

– من الشعوب التي اشتهرت بإنشاء واستخدام المصاطب الزراعية كانت شعوب الإنكا، وهي إمبراطورية قديمة أسّسها الهنود الحمر، في أمريكا الجنوبية، وامتدت من القرن الثاني عشر وحتى أوائل القرن السادس عشر،

وهي تضمّ من المناطق الحالية كل من البيرو والإكوادور وبوليفيا وجزء من الأرجنتين وتشيلي، واشتهرت هذه الإمبراطورية بعمرانها المميّز، من معابد وقصور وقلاع وجسور معلّقة بين الجبال الشاهقة، وغيرها..

– وتميّز الإنكيّون بالزراعة، فأنشؤوا المدرّجات الزراعية، وشقّوا السواقي من خلال الطرق الجبلية، واشتهروا بنسج القطن.

اقرأ أيضا: (خرافة): هيكل عظمي لـ أحد قوم عاد!

أين تقع صحراء الرُّبْع ٱلْخَالِي؟

صحراء الرُّبْع ٱلْخَالِي هي جزء من الصحراء العربية الذي يشمل معظم الثلث الجنوبي من الجزيرة العربية.

تغطي صحراء الرُّبْع ٱلْخَالِي مساحة 650 ألف كيلو متر مربع وتشمل أجزاء من المملكة العربية السعودية وعُمان والإمارات العربية واليمن.

لا يوجد دليل حتى الآن على وجود مصاطب زراعية مماثلة للتي في الصورة في صحراء الرُّبْع ٱلْخَالِي.

بناءً على ما سبق قرر فريق منصة فتبينوا اعتبار الادّعاء على أنّه عنوان مضلل وذلك لأن الصورة حقيقية لكنّها نُسبت إلى قوم عاد بينما هي تعود لشعب الإنكا في البيرو.

المصادر

مصدر1

مصدر2

مصدر3

مصدر4

مصدر5

مصدر6

مصدر7

مصدر8

مصدر9

Related Posts