صورة حديثة نشرتها سائحة دنماركية للطفل الذي وجدته في نيجيريا.. زائف جزئياً

تناقل عدد من نشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي صورة يدعي ناشروها أنها تظهر سائحة دنماركية برفقة طفل قامت بتبنيه بعدما وجدته في نيجيريا، بعدما تم التخلي عنه بزعم أنه مسحور.

تعرّف على حقيقة الادعاء من خلال المقال الآتي:

الادعاء

نص الادّعاء (بدون تصرف):

نشرت سائحة دنماركية صورة حديثة للطفل الذي وجدته سابقًا في “نيجيريا” وقد تم التخلي عنه حينها بحجة أنه “مسحور” حيث تبنته للعلاج..♥️

نشر حساب Ask Steve الادّعاء بتاريخ 17 يونيو 2020 في تمام الساعة 18:25 مساءً بتوقيت غرينتش،

حصل المنشور حتى تاريخ التحديث 2020/09/07 على ما يزيد عن 5.7 ألف مشاركة،

ادعاء سائحة دنماركية تبنت طفل في نيجيريا بزعم أنه مسحور
تم تداول المنشور في صفحات وحسابات مختلفة على الفايسبوك، وحقق فيها نسب تفاعل معتبرة حتى تاريخ تحديث المقال، ومنها:
  • Psychopathic Art سجلت ما يفوق 2500 مشاركة،و 7300 تفاعل،
  • Another World • حصلت على 311 مشاركة، ومايفوق 5800 تفاعل،
  • Pic شاركه فيها 255 شخص، وحصل على أزيد من 5100 تفاعل،
  • هـ’ – ‘H  سجل فيها 377 مشاركة، وأكثر من 3700 تفاعل،
نشرت صفحات وحسابات أخرى الادّعاء بصيغته المختصرة يمكنك التعرف عليها من  هناو هنا و هنا و هنا  وهنا وأيضاً هنا،
على منوال منصة التويتر من خلال هذه التغريدة هنا ونظيرتها من هنا وهنا وهنا وأيضاً هنا.

ما حقيقة صورة حديثة لطفل تبنته سائحة دنماركية في نيجيريا؟

باستخدام خاصية البحث العكسي عن الصور في محرك البحث جوجل، تعرّف فريق فتبينوا على اسم المرأة التي ادعى ناشروها أنها سائحة دنماركية،

وهو أنجا رينجرين لوفين (Anja Ringgren Lovén) والتي تبلغ من العمر 42 عامًا وهي تنحدر فعلًا من الدنمارك.

طفل في نيجيريا ادعاء تبني سائحة دنماركية

قام فريق فتبينوا بتتبع أصل الصورة مستخدما الاسم المتوصل إليه، فعثر على حسابها في الفايسبوك،

والذي يُظهر صورة الطفل الحديثة في موضع الصورة الشخصية الحالية لحسابها الرسمي بتاريخ 07 /09/ 2020، علما أنها وُضعت بتاريخ 24 مايو 2020.

وقد تبين لنا من وصف الصفحة أن أنجا تعمل في المؤسسات غير الربحية لمساعدة الأطفال في نيجيريا وليست في سياحة لنيجيريا،

من خلال مراجعة التعليقات المرفقة بالصورة، نجد أن صاحب الحساب المسمى issam sacha

قد طرح سؤالًا بخصوص ما إذا كان الطفل في الصورة الشخصية الحالية هو نفسه الطفل الموجود في الصورة القديمة.

ردّت دونيكا مساعدة وسائل التواصل الاجتماعي عليه، كالآتي:

عزيزي عصام،

لا، هذان شخصان مختلفان. الصورة مع زجاجة المياة تُظهر أنجا (Anja) وهوب (Hope) عندما كان صغيرًا.

بينما في الصورة الثانية تجد أنجا (Anja) مع ابنها ديفيد الصغير (David jr).

تحياتي،

دونيكا مساعدة السوشيال ميديا، أرض الأمل.

أكدت  Anja Ringgren Lovén في أكثر من تعليق على الصورة أن الظاهر فيها هو ابنها ديفيد جونيور(David jr).

مقارنة بين الطفل هوب Hope  والطفل ديفيد جونيو (David jr):

نشرت أنجا Anja صورة يظهر فيها  الطفل Hope بتاريخ 30 يناير 2020 احتفالًا بمرور أربع سنوات على إنقاذه

https://www.facebook.com/anjarloven/posts/2361818867257934

وكتبت أنجا في وصف الصورة أن Hope قبل 4 سنين تم هجره من قبل والديه واتهامه بأنه ساحر وإهماله

ليموت في الشارع وأن هذا سببه الخرافات ونقص التعليم ، والفقر المدقع، والتعصب الديني، والفساد.

ويظهر في الصورة التالية الطفل ديفيد جونيور ابن أنجا Anja بشكل منفرد أثناء الاحتفال بأول شهادة له:

https://www.facebook.com/anjarloven/posts/2661728293933655

من خلال مقارنة الصورتين يتضح الاختلاف الكبير بين الصورتين، ممّا يثبت أنّ صورة الطفل المرافق لأنجا Anja هو ابنها ديفيد جونيور (David jr) كما صرّحت بذلك وليس الطفل هوب Hope.

وفي منشورات الحساب نفسه نجد الصور التالية، حيث يظهر كل من الطفل هوب Hope والطفل ديفيدDavid  بعد 3 أيام من إنقاذ هوب والتي تم نشرها بتاريخ 3 مايو 2018.

https://www.facebook.com/anjarloven/posts/1409689015804262

كما نعثر على فيديو نُشر في الصفحة  الرسمية لـ Anja Ringgren Lovén بتاريخ 18 أكتوبر2017 يُظهر كلا من ديفيد جونيو David وهوب Hope في المدرسة.

https://www.facebook.com/anjarloven/videos/1238715452901620/?v=1238715452901620

من تكون أنجا Anja Ringgren Lovén؟

أنجا Anja Ringgren Lovén سيدة دنماركية ولدت عام 1978، أسست بعد مسار مهني ووظيفي متذبذب، منظمة خيرية تدعى DINNødhjælp سنة 2012،

وهي منظمة تهتم بحماية الأطفال وإنقاذهم، خاصة أولئك الذين اتهموا بالشعوذة في نيجيريا.

أصبحت أنجا Anja مشهورة منذ عام 2016 عقب التقاط صورة لها في أحد مهامّها الإنقاذية مع أحد الأطفال هو نفسه Hope.

ظهرت أنجا Anja في تلك الصّورة جالسة في وضع القرفصاء أمام طفل صغير عارٍ وهي تحاول أن تسقيَه الماء من زجاجة الماء الخاصة بها.

أخذت أنجا بعد ذلك الطفل إلى مركز الأطفال في نيجيريا وهناك أُنقذ بأعجوبة وسمّته هوب أو الأمل.

أنجا دنماركية تتبنى طفل

المصدر

كانت عملية الإنقاذ حافزًا رئيسيًا في كفاح أنجا Anja لإخبار العالم عن الأطفال المشعوذين والخرافات المنتشرة حولهم في نيجيريا.

يمكنك قراءة المزيد من الادّعاءات المرتبطة بالأطفال التي حققت منها فتبينوا من هنا وكذلك الادّعاءات المتعلّقة بالسحر من هنا.

تقييم فتبينوا: 

بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنه زائف جزئياً ، إذ أنّه يدعي أن الصورة تعود إلى الطفل هوب الذي ساعدته وأنقذته في نيجيريا،

بينما في الواقع هي لابن أنجا دايفيد David ، كما أن المنشور يقدم معلومات غير مكتملة مما أدى إلى تضليل القارئ.

Related Posts