تناقل ناشطون على فيسبوك صورة يدعون أنها تظهر واحدًا من أندر أنواع القطط في العالم...
انتشر بين مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع خبر يشرح سبب انتشار الحشرات في المنازل ادّعى ناشروه أنه بسبب خلل طاقي
فما صحة تلك المعلومة؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا التالي…
انتشر الادّعاء على وسائل التواصل بعدة صيغ كان منها (بدون تصرف):
نُشر هذا الادعاء من قبل عدة حسابات، فكان منها حساب علي ابو حسين
إذ أنّ الادعاء نُشر من قبله بتاريخ 20 يونيو، الساعة 9:12 صباحًا
وحصل المنشور حتى وقت التحديث على نحو 2800 تفاعل وتمت مشاركته من قبل 1900 شخصًا تقريبًا
كما قام آخرون بنشر الادعاء يمكنك مشاهدته هنا و هنا و هنا وأيضًا هنا
علامات تدفع للشك بصحة الادعاء:
- لم يذكر اسم العالم الأمريكي الذي قام بالدراسة العلمية ولا اسم الورقة البحثية أيضًا
- كما لم يتم ذكر المركز العلمي أو البحثي الذي تمت فيه الدراسة
- وأيضًا لم يُذكر العام الذي تمت فيه فضلًا عن روابط لمواقع تبين تفاصيل الدراسة
البحث عن المصدر
بالعودة إلى المراجع الموثوقة مثل National Geographic والمجلات العلمية المعتمدة مثل Nature
لم نجد أي مقالات أو أبحاث علمية منشورة تتكلم عن علاقة الطاقة بالحشرات المنزلية
فضلًا عن المواقع العلمية الأخرى
علوم الطاقة الحقيقية
الطاقة الحقيقية لا يمكن تعريفها بسهولة، لأنها ليست شيئًا بقدر ما هي رقم، هي خاصية تمتلكها الأشياء في كوننا
في الفيزياء، الطاقة هي القدرة على القيام بالعمل، وهناك عدة أنواع من الطاقة، إما معروفة أو مجهولة
فالمعروفة تكون في أشكال مختلفة منها حركية وحرارية وكهربائية وكيميائية ونووية وغيرها، فقد وضعت لها قوانين رياضية واضحة، ولها تطبيقات على أرض الواقع
والمجهولة، يعرفها العلماء من خلال تأثيرها غير المباشر، ولها قياسات واضحة بالرغم من جهلهم لمكوناتها، مثل الطاقة الداكنة،
وبالرغم من أن العلماء ليس لديهم أي تفسير علمي لها، ولكن القياسات الفلكية لها دقيقة لا شك فيها، ويمكن ونمذجتها بالحاسوب على مستوى المجرات.
بينما مواضيع “علم الطاقة” فهي ليست من العلوم المبنية على التجارب والدراسات التي تؤكد تأثيرها على الإنسان والكائنات الحية الأخرى، فكل ما تمتلكه سوى تجارب شخصية غير مثبتة، وكتب ذات صياغة منمّقة
وعلم الطاقة والبارابسيكولوجي يندرجان ضمن العلوم الزائفة pseudoscience كما صنّفه الغالبية العظمى من العلماء والمختصين
وبسبب الطبيعة المجردة للطاقة، فقد استخدمها العديد من المؤمنين في العلاجات البديلة ولكن يجب أن نشكك في الادعاءات القائلة بوجود طاقات لأنها “غير علمية”
ويرجع ذلك إلى أنه بالإضافة إلى عدم وجود أدلة تجريبية قابلة للتكرار، وبالتالي هي ادعاءات لا يمكن أن تكون صحيحة ببساطة
والنقطة الأهم هنا هو أن الطاقة لا تفنى ولا تُخلق من العدم، بل تتحول من شكل لآخر دون زيادة أو نقصان.
اقرأ أيضًا: حشرة الزيز خطر جديد محتمل يضاف إلى قاموس عام 2020 … خبر صحيح
إذاً… ما الذي يجذب الحشرات إلى المنازل؟
العوامل التي تجذب الحشرات متعددة، لكن جميعها بعيد كل البعد عن “خِلّ ورسائل طاقيّة”
فالحشرات لا تهتم كون المنازل تعود لملكية كائن آخر، فالحدود البشرية لا قيمة لها عندها
فالحشرات تنظر للبيوت على أنها إضافات لمساكنها، فالعناصر الأساسية (الحرارة، الطعام، الرطوبة والمأوى) لها الدور الأبرز بجذب الحشرات إلى أي مكان.
فقد يوحي المنزل للصرصور على أنه جوف شجرة، والنمل يمر عبر الشقوق بحثًا عن الطعام فتجذبه الروائح، كما أنه يستخدم الصالح منها لبناء مستعمراته
والذباب والنحل تجذبهم الروائح القوية كرائحة زيت القلي والروائح العطرية المميزة على سبيل المثال
أما بالنسبة السمكة الفضية “Silverfish” التي تتغذى على البقايا والألياف النباتية، فتراها تقضم أجزاء من الملابس كون البعض منها مصنوع من القطن مثلًا
كما البقوليات تجذب السوس … والحشرات التي تجذبها الأضواء…إلخ
كما أن المياه الراكدة قد تكون بيئة مناسبة للبعوض أو “الناموس” حيث تطرح بيوضها وتفقس وتعيش يرقاتها في الماء
إلى أن تتحول إلى حشرة بالغة وتغادر الماء كما الحشرة السوداء التي نراها في الحمامات عادةً
كونها تنجذب إلى الأماكن ذات الحرارة العالية والرطوبة العالية وليست دليلًا على أن الحمام متسخ
فالحل هنا هو رش الكلور داخلل فتحات البلاليع والمصارف وإغلاقها لعدة ساعات وذلك لقتل بيوض هذه الحشرات وبالتالي تقليل انتشارها
وفي فترة الصيف مثلاً تدخل العديد من الحشرات المنازل وهذه الحشرات ليست حشرات بيتية مألوفة
لأن الجهات المختصة بمكافحة الحشرات بفترات الربيع والصيف تقوم برش رذاذ أو دخان أبيض
الذي تهرب منه الحشرات فتلجأ إلى البيوت المجاورة وغالبًا هذه الحشرات ليست مؤذية هي فقط تفعل ذلك لتنجو بحياتها
كما أن تغيرات المناخ قد تؤثر على دورة الحياة الخاصة في الحشرات أو الحيوانات التي تأكل الحشرات
وبالتالي يمكن ظهور حشرات بشكل غير طبيعي في مكانٍ ما فجأةً.
كما أن الحشرات ومنها العناكب تتواجد بكثرة في الأماكن المهجورة والغير مأهولة كونها ملاذ آمن لها وليس بسبب وجود خلل في طاقة المنزل، وهذا دليل إضافي على زيف هذه الادعاءات.
كيف يمكنني التخلص من الحشرات في المنزل؟
ببساطة من خلال الحفاظ على نظافة المنزل بشكل عام والتخلص وإزالة كل ما يجذبها، بالإضافة إلى:
- التخلص من القمامة والحفاظ على حاويات القمامة نظيفة ومغطاة
- التنظيف الدوري للغرف والممرات
- إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام عند الخروج من الغرف، خصوصًا في البيوت الغير مسكونة
- إغلاق الفتحات والشقوق في الأبواب والجدران
- إن كنت تربي حيوانًا أليفًا، بادر إلى تنظيفه بشكل دوري والتخلص من مخلفاته
ما خطر انتشار هكذا ادعاءات؟
يتجلى خطرها بدفع الناس للّجوء إلى العلوم الزائفة والطرق الغير علمية رغبةً في التخلص من الحشرات
أو تركهم لتنظيف البيوت واعتمادهم على هذه النصائح المضللة ظنًا منهم أنها كافية للحفاظ على نظافة المنازل
وذلك يؤدي بشكل عكسي إلى انتشار الحشرات الضارة التي قد تحمل أمراضًا خطيرة تصيب أفراد العائلة والأطفال.
بناءً على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنّه زائف، وذلك لأن الخبر مبني على أقوال غير مثبتة علميًا وغير مقبولة منطقيًا