الفلورايد في معجون الأسنان آمن ولا يؤثر على معدل الذكاء أو الزهايمر

يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء يزعم أن وجود الفلورايد في معجون الأسنان يساهم في التأثير على مستويات الذكاء والمعرفة، ومرض الزهايمر،

فما مدى صحة هذا الادعاء؟ تابع المقال الآتي..

نشر أحد حسابات فيسبوك الادعاء بتاريخ 2 فبراير 2022، وفق النص الآتي – دون تصرف -:

ال.ف.لو.ر.ا.يد: هو س.م عصبي يخفّض معدل الذكاء ويساهم في التدهور المعرفي والمنطقي ويرتبط بمرض الزهايمر من خلال تثبيت الألمنيوم الذي يتراكم في الدماغ.
ثبت أن نسبة الألومنيوم مرتفعة في أدمغة أولئك الذين يعانون من مرض الزهايمر.
بدائل ممتازة لمعجون اسنان و بدون ف.ل.و.را.يد

مصدر الفلورايد سم عصبي

حقق الادعاء على هذا الحساب مئات التفاعلات وعشرات المشاركات حتى لحظة تحرير المقال،

كما تم تداوله بصيغ مشابهة في صفحات وحسابات أخرى على منصة فيسبوك هنـا، وهنـا، وهنـا،

بالإضافة لمنصة تويتر هنـا، وهنـا، وهنـا

 

نتيجة التحري

زائف

الفلورايد آمن للاستخدام، ولا يؤثر على معدل الذكاء ولا يتسبب بمرض الزهايمر.

لماذا يضاف الفلورايد لمعجون الأسنان؟

يعد الفلورايد أحد المعادن الطبيعية المتواجدة بالعديد من الأطعمة والمكملات الغذائية،

بالإضافة لاستخدامه الشائع في معجون الأسنان وغسول الفم،

حيث تكمن الفائدة الأساسية المضافة من تواجده في منتجات العناية بالفم في الحماية من تسوس الأسنان،

فهو يعمل على زيادة مقاومة الأسنان للأحماض، وإبطاء عملية التسوس،

وفي بعض الحالات، يمكن للفلورايد إيقاف عملية التسوس بعد بدئها.

يتم الحصول على هذه الفوائد حين الالتزام بالجرعة الموصاة لكل فئة عمرية كما يلي:

  • للأطفال أقل من 3 سنوات، التنظيف بالفرشاة مرتين يومياً باستخدام مسحة من معجون الأسنان بجرعة 1000 (جزء في المليون ppm) من الفلورايد على الأقل.
  • للأطفال من 3-6 سنوات، مرتين يومياً بمقدار حبة بازلاء من معجون الأسنان بما يزيد عن  1000 ppm من الفلورايد.
  • البالغون، مرتين يومياً بمعجون أسنان يحتوي على 1350-1500 ppm من الفلورايد

جرعة معجون الاسنان من الفلورايد

هل يؤثر الفلورايد على معدل الذكاء والتدهور المعرفي؟

ورد في الادعاء أن الفلورايد يعد بمثابة السم الذي يخفض معدل الذكاء IQ ويساهم في التدهور المعرفي (الاختلال المعرفي المعتدل MCI)،

بينما بحسب كليفلاند كلينيك، يعتبر الفلوريد آمنًا وفعالًا عند استخدامه وفقًا للتوجيهات،

لكن يمكن أن يكون خطيرًا عند الجرعات العالية (يختلف مستوى “سمية” الجرعة بناءً على وزن الفرد).

فيما يصعب الوصول لجرعات الفلورايد العالية من استخدام المنتجات المتوافرة في المنزل (ذات المستويات المتدنية من الفلورايد)،

خاصة مع وجود الرقابة والتشريعات لتنظيم المستويات المسموح استخدامها في كل منتج.

ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، ظهرت بعض المخاوف من ارتباط الفلورايد بمجموعة من الظروف الصحية،

غير أنّه لم يتم العثور على أدلة كافية وحجج مقنعة لدعم هذه المخاوف والمخاطر.

الفلورايد في معجون الاسنان آمن

وفي ردها على إحدى الدراسات التي خلّصت أن الفلورايد يشكل خطرًا على النمو العصبي الإدراكي،

أكدت الاكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب NASEM أن نتائج هذه الدراسة لم تكن مدعمة بشكل كاف لإثبات نتيجة الدراسة واعتمادها،

وتحديداً بما يخص التعرض لمستويات متدنية من الفلورايد.

فيما أشار أحد تقارير المعلومات الصادرة من قبل معهد الصحة الوطني الأمريكي NIH، أن التعرض الزائد للفلورايد بمراحل النمو المبكرة قد يؤدي لخطورة انخفاض معدل IQ، بالإضافة لبعض الاختلالات الإدراكية،

غير أنّ العديد من الخبراء وجدوا أن الأدلة المرتبطة بهذه الدراسات ضعيفة وتشوبها العيوب في منهجيتها.

النتيجة: زائف، لا يوجد أي أدلة أو إثباتات علمية عن قدرة الفلورايد على تخفيض معدل IQ، أو المساهمة في حدوث الاختلال المعرفي MCI.

هل يشكل الفلورايد المضاف إلى معجون الأسنان خطرًا فعليًا؟

توصي جمعية أطباء الأسنان الأمريكية  ADA بالأخذ بعين الاعتبار بعض المعايير المهمة عند البحث عن معجون الأسنان،

وعلى رأسها مواد منع التسوس المتمثلة بالفلورايد، الذي يحارب التسوس ويساهم بتقوية مينا الأسنان.

كما تشترط الجمعية للموافقة على أي معجون أسنان (وإضافة ختم موافقة ADA) بأن يحتوي على الفلورايد من ضمن مكوناته.

فيما أكدت جمعية الأطفال الأمريكية AAP ضرورة استخدام الأطفال لمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد،

نظرًا لخصائصه بحماية الأسنان من التلف المحتمل أن تتعرض لها، وإعادة بناء المينا ومكافحة التسوس.

كما أن التعرض للفلورايد عن طريق معجون الأسنان يكون بالحد الأدنى، والذي يبتعد عن الجرعات العالية من مستوى التعرض الخطر للفلورايد، مما يؤكد عدم وجود أي مخاطر لمعجون الأسنان بالفلورايد.

علاوةً على ذلك، تلجأ بعض الدول مثل بريطانيا والولايات المتحدة لإضافة الفلورايد لماء الشرب “الفلورة Fluoridation” بنسبٍ متفاوتة بهدف الوقاية من تسوس الأسنان،

حيث تعد عملية الفلورة الطريقة الأكثر كفاءة والفعالية من حيث التكلفة لإيصال الفلورايد لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن العمر، الدخل، أو التعليم.

وبالتواصل مع جمعية أطباء الأسنان الأمريكية ADA بهذا الشأن، وضحت الجمعية بأن عملية الفلورة قد حسنت صحة فم الملايين في أمريكا، وبأنها أكثر تدابير الصحة العامة فعالية في منع تسوس الأسنان.

كما أضافت أن نتائج الدراسات المجراة باستمرار على مدار 65 عام قد أكدت سلامة وفعالية الماء المفلور في الوقاية من تسوس الأسنان لدى الأطفال والبالغين.

النتيجة: زائف، معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد لا يحتوي على أي مخاطر، ويوصى باستخدامه باستمرار.

هل يتسبب معدن الفلورايد أو الألومنيوم في نشوء مرض الزهايمر؟

أكد جمعية الزهايمر الخيرية البحثية في المملكة المتحدة أنه لم تتمكن أي دراسة من تأكيد أن الألمنيوم يتسبب في تطور مرض الزهايمر،

كما أضافت الجمعية أنه لا يوجد دليل قوي على زيادة الألمنيوم في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر،

ولا توجد علاقة منطقية بين كمية التعرض للألمنيوم في الجسم وتطور مرض الزهايمر.

بالمثل، لم يتم الإثبات بالدراسات العلمية إمكانية تسبب الألومنيوم بمرض الزهايمر، أو أن الفلورايد قد يتسبب بأي أضرار عصبية،

في سياق متصل، ضمن إرشادات التعامل مع مريض الخرف Dementia، والذي يعد الزهايمر المسبب الأساسي لحدوثه،

يوصى لهؤلاء المرضى استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد للحفاظ على صحتهم وحماية أسنانهم من التسوس.

كما بينت دراسة أعدتها جامعة هارفارد أن الحفاظ على صحة أسنان جيدة قد يحمي من الإصابة بالزهايمر.

تقييم فتبينوا

بناء على ما سبق ذكره من ادعاءات غير صحيحة عن مخاطر الفلورايد في معجون الأسنان ، قرر فريق فتبينوا تصنيفها على أنها زائفة.

المصادر

1-مصدر | 2-مصدر | 3-مصدر | 4-مصدر | 5-مصدر | 6-مصدر | 7-مصدر | 8-مصدر | 9-مصدر | 10-مصدر

11-مصدر | 12-مصدر | 13-مصدر | 14-مصدر | 15-مصدر | 16-مصدر | 17-مصدر | 18-مصدر | 19-مصدر

Related Posts