تناقل ناشطون على فيسبوك مقطعًا يدعون خلاله أن وحدة “999 قتال” التابعة لقوات الصاعقة المصرية،...
انتشر في الفترة الأخيرة خبر مفاده أن دولة الصومال تعلن التخلص من كافة ديونها للبنك الدولي وأغلقت مكاتب البنك الدولي في مقديشو.
فما حقيقة هذا الخبر ومدى صحته؟
نص الادعاء
انتشر الادعاء بعدة صيغ كان اشهرها
كما انتشر الخبر أيضًا بصيغ مختلفة وبتفاعل كبير:
- حساب يوسف ناجي القياضي بتاريخ 13 يوليو، حاز على 623 تفاعل و696 مشاركة
- صفحة أخبار الصناعة السورية ١٥ يوليو، وقد وصل حجم التفاعل إلى 1900 و42 مشاركة
- صفحة اﻻفراج على راتب الموظف حق من حقوقه ياوزارة المالية بتاريخ ١٢ يوليو،
-
يوسف ناجي القياضي بتاريخ 13 يوليو، حاز على 623 تفاعل و696 مشاركة
- وصفحات أخرى يمكن مشاهدتها من هنا و هنا و هنا و هنا
ما حقيقة تخلص الصومال من ديونها؟
بعد بحث فريق منصة فتبينوا وتحققه تبيّن أن الصومال لم يسدد ديونه ولكنه خفّفها بعد موافقة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من 5.2 مليار دولار إلى 3.7 مليار دولار في مارس 2020 مع إسقاط كافة الديون المتبقية في غضون ثلاث سنوات في حال استمرت الصومال بالتزام الإصلاح.
وجاء ذلك بناءً على مبادرة أطلقها البنك الدولي وصندق النقد الدولي عام 1996م، بضغط من منظمات غير حكومية وهيئات أخرى، وسُميت بمبادرة (HIPC) اختصارًا ل (Heavily indebted poor countries) أي (البلدان الفقيرة المثقلة بالديون) وهذه المبادرة أطلقت لتعمل على تخفيف عبء الديون عن الدول الفقيرة والعاجزة عن السداد، شريطة أن تفي الحكومات الوطنية لهذه الدول بمجموعة من أهداف الإدارة والأداء الاقتصادي، والقيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية.
وصرحت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي: “أود أن أهنئ الحكومة الصومالية وشعبها على جهودهما المكثفة خلال السنوات الماضية التي أدت إلى هذا الحدث الهام” . لقد أرست جهود الإصلاح الناجحة الأساس للنمو الاقتصادي الشامل ولتلبية احتياجات أكثر الناس ضعفًا في البلاد. يجب أن يستمر العمل لاستدامة وتوسيع تنفيذ هذه الإصلاحات، بينما تبدأ الصومال فصلاً جديدًا من تاريخها. أنا واثقة من أن مستقبلًا أكثر مرونة وازدهارًا ينتظر شعب الصومال”
فيما علق حسن علي خير، رئيس وزراء الحكومة الفيدرالية الصومالية: “إن هذا القرار يعد معلمًا هامًا يوفر فرصًا كبيرة للصومال إذ يواصل بلا هوادة عملياته الإصلاحية الجارية بالإضافة إلى جدول أعمال التعافي والتنمية ”
ودعمًا للإصلاحات وافق البنك الدولي في مايو الماضي على منح الصومال 55 مليون دولار، لدعم الانتعاش الاقتصادي من خلال إصلاحات مستمرة في المالية العامة والسياسات الاقتصادية الأخرى وتعزيز سياسات الإدارة المالية وتشجيع النمو الشامل بقيادة القطاع الخاص.
هل أغلقت مكاتب البنك الدولي في الصومال؟
هناك 33 مكتبًا للبنك الدولي منتشر في عدة دول إفريقية ليس من بينها الصومال، إذ إنّه ليس في الصومال مكتب لتمثيل البنك الدولي من الأساس،
ولكن المكتب الموجود في دولة كينيا هو المسؤول عن كل أعمال البنك الدولي في الصومال
وهو لا يزال حتى الآن يمارس أعماله واختصاصاته في دولة الصومال.
إذن، الادعاء الذي يقول إن مكتب البنك الدولي أغلق في الصومال زائف، إذ إن مكتب البنك الدولي في كينيا ما زال يقوم بدوره في الصومال.
النتيجة: الادّعاء زائف إذ لا يوجد مكتب للبنك الدولي في الصومال لكي يُغلق
ما حقيقة حصول وزير المالية الصومالي على لقب أفضل وزير مالية مر على القارة السمراء؟
لا يوجد جهة رسمية تصنف وزراء إفريقيا أو تمنحهم ألقابًا داخل القارة السمراء،
ومع ذلك بحث فريق منصة فتبينوا عن أي خبر يمكن أن يثبت هذا الادعاء، ولكن لم يجد شيئًا، حتى في بعض المواقع المتخصصة بالشأن الاقتصادي أو المالي للدول،
ولكن وجد أنه فيما يخص وزراء المالية على المستوى الإفريقي، اختار موقع the banker -المتخصص في الشؤون المالية الدولية- وزير المالية المصري محمد معيط كأفضل وزير مالية لعام 2019
أما في عام 2020 فقد ذهبت الجائزة إلى وزير المالية الرواندي أوزيل نداجيجيمانا .
ما هي مبادرة هيبيك (HIPC) التي من خلالها استطاع الصومال تخفيف ديونه؟
بدأت مبادرة صندوق البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، بعد أن أطقلها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في عام 1996، بعد ضغط مكثف من قبل المنظمات غير الحكومية وبعض الهيئات الأخرى، شريطة أن تفي الحكومات الوطنية لهذه الدول بمجموعة من أهداف الإدارة والأداء الاقتصادي والقيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية.
ما الدول المستفيدة من هذه المبادرة؟
حتى الآن هناك 37 دولة منها 31 دولة في إفريقيا مؤهلة لمبادرة (البلدان الفقيرة المثقلة بالديون) أو مبادرة (HIPC)
بناءً على ما تقدّم، قرّر فريق منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنّه زائف جزئيًّا، إذ إنّ الصومال لم تتخلص من كافة ديونها ولكن خفّفها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، من خلال مبادرة (HIPC)، ولم يُختر وزير المالية الصومالي كأفضل وزير مالية مرّ على القارة الإفريقية.