شن الجيش الإسرائيلي قصفا مكثفا على قطاع غزة المحاصر...
حرائق الغابات في أستراليا والتي تنتشر أخبارها في كل أرجاء العالم حاليًا بسبب فظاعتها وآثارها المدمّرة.
في هذا التقرير نترجم الحقائق المعروفة حتى الآن عن هذه الحادثة وذلك ليكون مرجعًا عن الحادثة باللغة العربيّة.
المقال يشرح كل ما تحتاج معرفته عن حرائق الغابات بأستراليا لعام 2019 وسننشر في مقالات تالية الخرافات التي تظهر بجانب الحقيقة والمرتبطة بالحدث نفسه.
مقدمة عن الحادثة:
تواجه أستراليا حالية كارثة قومية _غير مسبوقة_ وهي الحرائق الهائلة التي شقت طريقها من خلال المجتمعات الريفية والمستمرة في الانتشار في الكثير من أرجاء الدولة.
منذ شهر سبتمبر عام 2019 توفي ما لا يقل عن 20 شخص بينما تدمر ما يزيد عن 1500 منزل حتى الآن. تم تأكيد غياب 28 شخص بعد أن وصلت الحرائق إلى مراكز التجمع السياحية في شرق فيكتوريا مع بداية سنة 2020. معدل الخطر مرتفع جدًا والحرائق مستمرة في الاشتعال.
تنتشر الأخبار فيما يخص الحرائق على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في المجتمع الأسترالي حيث يطالب السكان بالمساعدة. تدمرت مدن كاملة جرّاء زحف الحرائق على مدى الطّرق السريعة وفوق الجبال. في أكثر المناطق المزدحمة بالسكان في أستراليا في ويلز الجنوبية الجديدة (New South Wales) وفيكتوريا (Victoria)
الناس تحاول أن تكون أسرع من اللّهيب وذلك على الطرق السريعة وهم بداخل سياراتهم، بينما في المدن الكبرى مثل سيدني (Sydney) وميلبورن (Melbourne) ظهرت سحابة سميكة من الدخان كغطاء للمدن، بينما بلغت بعض المناطق في أستراليا مستوى تدني في جودة الهواء أعلى ب20 مرة من معدّل الخطر!!
ما هو سبب الحرائق:
هذا السؤال معقد حيث أنه من المعروف اشتهار أستراليا بوجود حرائق (bushfires)، وكذلك قدرتها على التحكم بهذه الحرائق وإدارة هذه الأزمات وكذلك من المعروف الدور الإيجابي الذي تلعبه مثل هذه الحرائق في تجديد الأرض.
تعد حرائق الغابات خطر مفهوم جيدا في أستراليا، لكن هذه الحرائق الآن تشتعل في كل أرجاء الدولة فيما تم وصفه بأنه انتشار “غير مسبوق” في السرعة والاتساع.
يمكن أن تبدأ الحرائق بعدة صور بداية من إلقاء سيجارة وصولًا إلى ضربات البرق والحرق عمدا، ولكن هذه الحرائق يتم تضخيمها بعدد كبير من العوامل المختلفة.
تشمل هذه العوامل:
- غياب الأمطار ونقص رطوبة التربة مما يُمكنه أن يساعد هذه النيران الصغيرة على النمو في الحجم.
- ارتفاع درجات الحرارة (الإحتباس الحراري) والرّياح العنيفة وهو ما تعاني منه أستراليا في الشّهور الأخيرة.
- زيادة طول مواسم النّيران جعل من الصّعب التّحكم في عوامل الخطر المختلفة التي قد تتسبب في نشوء النيران وانتشارها وهو ما تسبب في وجود فرصة للنّيران لتصل إلى ما وصلت له.
إنّ خطر حدوث حرائق الغابات بأستراليا في موسم 2019 كان معروفًا جيدًا لكلّ رؤساء وحدات إطفاء الحرائق في أستراليا والّذين حاولوا مقابلة رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون (Scott Morrison) منذ شهر إبريل ولكنهم تعرّضوا بشكل مستمر للرفض.
ما هي علاقة الأحداث الحالية بالتّغير المناخي:
لا تستطيع الغازات الدفيئة بدْءَ حريق من نفسها. حرائق الغابات في أستراليا لم يبدأها التّغير المناخي، ولكنّ حِدتها ارتفعت بسبب التّغير المناخي.
اقترح مجلس المناخ _منظمة مستقلة مموّلة اجتماعيا_ أنّ وضع حرائق الغابات أكثر خطورة الآن من سابقا وذلك لوجود مواسم أطول لحرائق الغابات، الجفاف، تربة أكثر جفافًا وحرارة لم يسبق لها مثيل.
إنّ العلاقة بين تغير المناخ وحرائق الغابات أصبحت محل نزاع سياسي ولكن الخبراء يجمعون أن التغير المناخي الحالي يُفسر الشكل غير المسبوق للكارثة الحالية.
من الجدير الملاحظة أنّ أستراليا تعاني من أكثر السّنين حرًّا في التّاريخ المسجّل خلال سنة 2019 بارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة سليزيوزيه أعلى من المتوسط وذلك وفقا لتقرير الأرصاد الجوية وهو بدوره ما يساهم في زيادة خطر حرائق الغابات.
حرائق الغابات تخلق حلقة مغلقة حيث تطلع غاز ثاني أكسيد الكربون _ أحد الغازات الدفيئة_ في الهواء. يتميز غاز ثاني أكسيد الكربون بقدرته على حبس الحرارة، من المقرر أن تطلق حرائق أستراليا ما يقارب ال350 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون. يحذر الخبراء أنّنا سنحتاج لأكثر من قرن لامتصاص كمية ثاني أكسيد الكربون التي سيتم إطلاقها.
هنا تقرير باللغة الإنجليزية عن هذه الأزمة ومخاطرها:
أين تنتشر حرائق الغابات في أستراليا:
يقترح العلماء أنّ هذه الحرائق قد تكون أكبر حرائق مشتعلة من نقطة واحدة في تاريخ أستراليا، حيث يقترب حجم المنطقة المُحترقة بسرعة من 8 مليون هكتر. هذا يقارب حوالي 10 مرات المساحة المحترقة في الأمازون خلال عام 2019 وحوالي 3 أضعاف المساحة المحترقة في حرائق كاليفورنيا بعام 2018.
قامت جريدة الجارديان الأسترالية بعمل خريطة تفاعلية مميزة تمكنك من تقدير حجم الحرائق بقياسها على أي دولة من دول العالم.
إليكم صورة توضح حجم الحريق المنتشر مقارنة بالجزء الشّمالي من جمهورية مصر العربيّة:
الغبار الناتج من الحرائق انتشر ووصل للمحيط وحتى المنطقة الجليديّة فرانز جوزيف بنيوزيلادنا (New Zealand’s Franz Josef Glacier).
تم التقاط الصّورة التّالية يوم 1 يناير على قمم الجبال الجليديّة بفرانز جوزيف مغطاة بلون كراميل بني، هذا رغم ضخامة المسافة بين موقع حدوث حرائق الغابات وهذه المنطقة:
من يحارب حرائق غابات أستراليا حاليا:
معظم الحرائق الحالية في مناطق ريفية وإقليمية توافد عليها بشكل رئيسيّ رجال إطفاء متطوعين من منظمات الإطفاء الرئيسية. خدمة جنوب وايلس الجديدة (New South Wales Rural Fire Service) تمتلك ما يقارب 70 ألف شخص مشارك والذي يعمل معظمهم بدون أجر لحماية أرواح ومنازل المواطنين.
يقدر تقرير من الbbc تواجد حوالي 3000 رجل إطفاء على الأرض يوميا يحارب اللهيب. شارك أيضا رجال إطفاء من أمريكا وكندا وخبراء في إطفاء الحرائق الذين سافروا خلال الشّهر الماضي للمساعدة في التحكم بهذه الحرائق.
متى سينتهي الأمر؟
تقترح التوقعات أنّ الأمر سيستمرّ خلال عام 2020. ففي النّهاية أستراليا لم تعبر من الصّيف إلا شهرًا واحدًا فقط.
لازال من المتوقع استمرار ارتفاع درجة الحرارة والجفاف خلال شهري مارس وإبريل. هذا إلى جانب غياب الأمطار الغزيرة المطلوبة والتي ستساعد في التحكم بالحرائق والمتوقع ظهورها بعد شهور من الآن.