تناقل ناشطون على منصات التواصل مقطعاً صوتياً للتحذير من انقطاع متوقع للإنترنت في 11 أكتوبر...
انتشرت إحدى المقاطع على منصات التواصل الاجتماعي والتي تبين طريقة علاج مرض السكري نهائيا بشرب منقوع أوراق التوت،
لمعرفة إن كان ذلك ممكناً سنتابع المقال التالي..
نص الادّعاء
نُشر الادّعاء مرفقاً بأوصافٍ عدة على صفحات منصات التواصل الاجتماعي، كان أشملها:
وصفة معجزه أدهشت الأطباء لعلاج مرض السكري نهائيا باذن الله !!! –
وحقق انتشاراً وتفاعلاً ملحوظاً، حيث حصد في إحدى الصفحات 240 تفاعلاً و 6 تعليقات، و58 مشاركة.
بالإضافة لتفاعلاتٍ أخرى كثيرة في صفحات الفايسبوك هنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا، وهنا.
فضلاً عن تحقيقه على منصة يوتيوب ما يزيد عن 18 ألف إعجاب وألف تعليق.
الادّعاءات الواردة في المقطع:
– مسببات السكري للفئات الأكبر سناً هي الزعل والإكثار من أكل النشويات.
– شرب منقوع أوراق التوت يقلل السكر بالدم، وينشط البنكرياس، ويعمل على نقل الإنسولين في كافة أوردة الجسم.
– يقضي مشروب أوراق التوت على السكري نهائياً.
منقوع أوراق التوت لا يعالج مرض السكري نهائياً
هل ينشأ السكري بسبب الحزن أو تناول النشويات؟
ورد في المقطع أن مسببات مرض السكري عند الفئات الأكبر سناً تكون متعلقة بمشاعر الحزن،
بحسب مايو كلينيك والجمعية البريطانية للسكري، لم يتم توضيح العلاقة بالحزن بشكل مباشر، وإنما تم ربطها بالاكتئاب كمسبب ثانوي وليس أساسي،
حيث يكون الارتباط بأن حالة الاكتئاب تؤثر على اتخاذ القرارات الصحيحة بما يخص صحة الإنسان، من بينها المحافظة على نمط حياة صحي، أو القدرة على أداء المهام بشكل واضح وفعال،
كلا النتيجتين من شأنهما التسبب بزيادة عوامل الخطر المرتبطة بالسكري، والصعوبة على السيطرة على المرض وإدارته بشكل ناجح، وليس التسبب فيه.
بالتالي، لا يؤدي الحزن بشكل مباشر للإصابة بمرض السكري، لكنه قد يكون عامل خطر مساعد في بعض الحالات المرضية.
وعلى صعيد آخر، يؤدي استهلاك النشويات بكميات فائضة عن حاجة الجسم لزيادة إفراز الأنسولين، كما يتم تخزين الكمية الإضافية على هيئة دهون في جسم الإنسان،
مما قد يؤدي للإصابة بمقاومة الأنسولين، وزيادة الوزن، وقد تؤدي هذه النتائج إلى الإصابة بمرض السكري.
رغم ذلك، لا تعد جميع أنواع النشويات ضارة وقد تتسبب بمرض السكري، حيث يتم التمييز بينها بمؤشر الغذاء الجلاسيمي،
حيث تعتبر المؤشرات الأقل هي الأفضل للوقاية من مرض السكري، أو لحميات مرضى السكري، لأنها لا ترفع نسبة السكر في الدم لمستويات عالية.
من الأطعمة ذات المؤشر الغلاسيمي المنخفض: التفاح، والبرتقال، والعدس، وحبوب الفاصولياء، والكاجو، والفول السوداني.
النتيجة: زائف، لا ينشأ السكري بشكل أساسي بسبب الحزن أو تناول النشويات، ولكنها قد تكون عوامل مساعدة للإصابة
هل لمنقوع أوراق التوت القدرة على علاج مرض السكري بشكل نهائي؟
أورد المقطع ادعاء يفيد قدرة منقوع أوراق التوت على تقليل السكري في الدم، وتنشيط البنكرياس، ونقل الأنسولين في أوردة الجسم، والقدرة على علاج السكري بشكل نهائي.
أظهرت نتائج دراسةٍ حديثةٍ على مجموعاتٍ محددة، قدرة أوراق التوت على تقليل نسبة السكر في الدم، وليس علاج مرض السكري نهائياً،
رغم ذلك، ارتبطت نتائج الدراسة بأخذ أوراق التوت كمكملاتٍ غذائية لمستخلصات الأوراق، مما يصعب معادلته باستهلاك كميات محدودة من منقوع هذه الأوراق.
إضافةً لما سبق، بينت إحدى الدراسات أن مستخلص أوراق التوت أظهر انخفاضا ملحوظا في مستوى السكر بالدم بعد تناول الطعام، ولكنه أظهر تأخيراً في انخفاض مستوى السكر كما كان عليه سابقاً، ولم يظهر تأثيراً يذكر على معدل السكر التراكمي في الدم.
على الرغم من قدرة أوراق التوت على إظهار بعض الانخفاض في مستويات السكر في الدم، إلا أن هذا لا يرتبط بقدرتها على علاج السكري أو تنشيط البنكرياس كما أفاد الادعاء.
النتيجة: زائف، لا يمكن علاج مرض السكري نهائياً باستخدام منقوع أوراق التوت.
الجمعية الأمريكية للسكري: لا تساهم المكملات الغذائية في علاج السكري
تواصل فريق فتبينوا مع الجمعية الأمريكية للسكري ADA للوقوف على حقيقة الادعاءات السابقة،
وبينت أن السكري من النوع الأول يعد من إحدى حالات أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجسم نفسه ويدمر خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين،
بينما في النوع الثاني لا ينتج البنكرياس القدر اللازم من الأنسولين أو لا يتم استخدامه بشكل صحيح من قبل الجسم، مما يؤدي تراكمياً للإصابة بالسكري.
وعلى صعيد ما ذكر في الادعاء، أكدت الجمعية أنها لا تنصح باستخدام أي نوع من المكملات الغذائية بهدف علاج السكري أو السيطرة عليه،
ولا يوجد أي إثبات علمي مؤكد يفيد حاجة مرضى السكري لاستخدام مكملاتٍ معينة للسيطرة على مرض السكري.
وفي نفس السياق، أوصت الجمعية الأمريكية للسكري ADA بضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات لأهداف طبية، حيث يكون الطبيب على دراية تامة بأضرار وفوائد المنتج، والتأكد من سلامته وعدم تعارضه مع الأدوية الأخرى.
كما تواصل فريق فتبينوا مع استشاري الغدد الصماء والسكري في الجامعة الأردنية د. حسام الحَوَري، وأكّد أنّ الدراسات العلمية لم تدعم أو تبرهن صحة هذا الادعاء، وأضاف بأن الدراسات أظهرت إمكانية فعالية مستخلص أوراق التوت كمضاد للأكسدة، وليس علاج السكري،
وأوصى أيضاً باستشارة الطبيب المختص قبل استهلاك أي من خيارات الطب البديل، ودون توقيف الأدوية الموصوفة للعلاج.
هل يمكن علاج السكري نهائياً؟
إضافة لذلك، أكدت المصادر الطبية أنه لا يوجد علاج نهائي يشفي من مرض السكري حتى اللحظة، ولكن يمكن التحكم به والسيطرة عليه للحفاظ على مستويات السكر الطبيعية في الدم.
وبحسب هذه المصادر، يمكن التحكم بالمرض عن طريق اتباع نمط حياة صحي ويشمل الحميات الغذائية وممارسة الرياضة، والحرص الدائم على الالتزام بمراجعة الطبيب لأخذ الأدوية الموصوفة وإجراء الفحوصات الدورية لقياس معدل السكر التراكمي في الدم.
النتيجة: زائف، حتى اللحظة، لا يوجد أي علاج نهائي للقضاء على مرض السكري.
ما هي مخاطر انتشار هذه الادعاءات؟
تكمن الخطورة الأساسية في انتشار الادعاءات التي تفيد بأن بعض الخلطات والوصفات قادرة على التخلص من المرض بشكل نهائي بأنها قد توهم المريض بأنها الكافية للقضاء على مرضه،
وعند توقف المريض عن أخذ أدوية السكري دون استشارة الطبيب، سترتفع نسبة السكر في الدم إلى مستويات عالية، وسيفقد الجسم القدرة على التحكم بهذه المستويات على المدى البعيد، والتي من شأنها التسبب بعواقب صحية وخيمة كأمراض القلب وأمراض الكلى والاختلالات البصرية.
بالإضافة لاحتمالية هذه الأعشاب والمواد التأثير على عمل أدوية السكري أو الأدوية الأخرى، مما يتوجب استشارة الطبيب قبل استهلاك أي منها ودون توقيف دواء السكري الموصوف من قبله.
كما سبق لفريق فتبينوا توضيح الفرق بين التداوي بالأعشاب والأدوية في المقال الآتي: التداوي بالأعشاب الطبيعية والأدوية المصنعة… أيهما أفضل؟ – فتبينوا (fatabyyano.net)
تقييم فتبينوا
بناء على ما ورد سابقاً عن مرض السكري قرر فريق فتبينوا تصنيف الادعاءات الواردة في مقطع الفيديو على أنها زائفة.