تناقل ناشطون على منصات التواصل صورة يدعون أنها تظهر رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” وهو يتناول طبقًا مما يسمّى “الروث المقدس”، فما حقيقة هذا...
تداول عدد كبير من مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع
مقطعًا تظهر فيه بحيرة يخرج منها سائل أحمر، ادّعى ناشروها أنها بحيرة دماء
فما حقيقة ذلك المقطع؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا التالي…
انتشر الادّعاء على وسائل التواصل بعدة صيغ كان منها:
“قبل يومين حدثت معجزة في الناصرية بحيرة من دم…سبحان الله”
نشر هذا الادعاء عدة حسابات، فكان منها صفحة بغداد نيوز وهي صفحة عامة يتابعها أكثر من 10 آلاف شخص
إذ أنّ الادعاء نُشر من قبل الصفحة بتاريخ 22 يوليو، الساعة 9:19 مساءً
وجمع المقطع حتى وقت التحديث ما يقارب مليون مشاهدة، وحصل على أكثر من 7000 تفاعل وشاركه نحو 10 آلاف شخص.
كما قام آخرون بنشر الادعاء يمكنك مشاهدته هنا و هنا و هنا وأيضًا هنا
عند تدقيق المقطع نجد أنه مأخوذ من أحد الحسابات على موقع TikTok
وبالعودة إلى الحساب ناشر هذا المقطع نجده منشورًا بدقة أعلى، إضافة إلى مقاطع أخرى مشابهة لنفس المنطقة
يعود المقطع إلى حساب حسين النوري، وتظهر بقعة أو مستنقع مغطى بطبقة بيضاء وعندما يرمي حجرًا فيها يخرج منها سائل أحمر اللون
ما هي هذه المنطقة؟
يخبر الناشر في أحد المقاطع أنها من منطقة ما بجانب طريق المشرح شمال البصرة في العراق
اقرأ أيضًا: كريستيانو رونالدو يلقي ميكروفون قناة إسرائيلية في البحيرة – عنوان مضلل
ما سبب تشكل بحيرة بهذا الشكل؟
بعد البحث في المصادر المعتمدة واستشارة المختصين نخلص إلى عدة تفسيرات نذكرها:
فقد تعددت آراء المختصين حول ماهية هذه البقعة، إلا أنهم اتفقوا جميعًا على أنها ظاهرة طبيعية وليست بحيرة من دماء
التفسير المحتمل الأول:
ذكر الأستاذ خالد الريس ماجستير موارد مياه وبيئة من جامعة آل البيت أنه من المحتمل أن تكون البقعة “سبخة ملحية” وهي بالتعريف أراضٍ تحتوي على كميَّات كبيرة من تراكيز الأملاح الذائبة
كما أنّها تحتوي بنسب كبيرة على معادن المتبخِّرات مثل ملح الطعام والجبس الأمر الذي يجعلها تكسب اللون الأبيض
لها تأثير كبير وخطير على نموّ المحاصيل الزراعيّة، كما أنّها تُشير إلى الأراضي القلويَّة التي توجد بها الأملاح المتعدِّدة كالصُّوديوم والمغنيسيوم والكبريتات
تعيش داخل هذه الأراضي مجموعة من الكائنات المجهريَّة والميكروبيَّة، وتتأقلم هذه الكائنات مع طبيعة هذه الأراضي والأوساط الملحيَّة.
عادةً تقع هذه الأراضي ما بين الصَّحراء والمحيطات المائية والتي يمتاز سطحُها بوجود ترسُّبات جبسيّة وملحيّة
وأحيانًا قد تكون هذه السَّبخات عبارة عن بقايا حوض مائي جوفيّ كانت أرضهُ في فصل الصَّيف جافة وقاسية، في حين كانت رطبة وطريّة في الشتاء.
كما أنّ هذه السّبخات تختلف في ألوانها عن بقيّة الأراضي التي تحيط بها؛ وذلك بسبب الاختلاف في درجات الملوحة، وتعطيها شوائبُ الملح اللونَ الذي تظهر عليه؛ إمّا أبيض أو رماديّ أو أصفر أو أحمر
التفسير المحتمل الثاني:
أفاد المتخصص في الجيولوجيا وعلوم البحار من جامعة دمشق الدكتور محمد الدغيم أن تكون مستنقعًا ضحلًا أو منطقة من مجرى نهري أو نبع يحوي صخورًا ورواسب حديدية غنية بأكاسيد الحديد كالهيماتيت مثلًا مما أكسبه هذا اللون
والطبقة البيضاء قد تكون نتيجة لتشكّل أكاسيد تكثر فيها الألومينا والسيليكا التي تميل للبياض على حساب غيرها
التفسير المحتمل الثالث:
أما من الناحية البيولوجية فذكر الأستاذ أحمد حمدي وهو مدرس مساعد بكلية العلوم في جامعة أسوان، أنه يمكن حصول هذه الظاهرة الطبيعية بسبب طحالب تنمو بكثرة في مناطق مجرى الأنهار والبحيرات وخاصة إذا كانت ملحية منها طحالب Dinoflagellates أو Dunaliella التي تعطي لونًا أحمر
وقد تحدث بسبب ظاهرة المد الأحمر؛ نتيجة لبعض الطحالب البحرية المنتجة للأبواغ حيث تستقر في القاع وتبقى في حالة سكون لمدة شهور، أو سنوات
ومع تحسن الأحوال البيئية مثل: توفر الأكسجين، والمغذيات، والإضاءة، ودرجة الحرارة المناسبة للتكاثر تتحرك هذه الأبواغ إلى الأعلى و تبدأ بالنمو والتكاثر
مما يتسبب في حدوث المد الأحمر، وقد يصل تركيز الخلايا من المئات إلى الآلاف من الخلايا في المليلتر وذكرت بعض المراجع أن التركيز يصل إلى ملايين الخلايا في المليلتر
بناءً على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء السابق على أنّه مُضلّل، لأنها استخدمت مقطعًا في غير سياقه لنقل مجموعة من المعلومات المضلّلة وغير الصحيحة.