تناقل ناشطون على فيسبوك مقطعًا يدعون خلاله أن وحدة “999 قتال” التابعة لقوات الصاعقة المصرية،...
يتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي خبرا مع التعليق كالآتي: “حرق السفارة الفرنسية اليوم ردا على تصريحات ماكرون رئيس فرنسا المسيئة للإسلام”
واستدلوا على ذلك بمقطع يظهر مشاهد لجموع من المتظاهرين فيما يبدو أنهم تمكنوا من تجاوز أحد الحواجز الأمنية واقتحام أحد المباني وإضرام النار فيه.
نشرت صفحة الفيسبوك -المهتمة بالشأن السوداني- والمسماة “السودان الان” المقطع في 24/10/2020 وأرفقته بالنص الآتي (من دون تدخّل):
الا رسول الله
صلى الله علية وسلم
حقّق الادعاء تفاعلًا كبيرًا وأعيدت مشاركته نحو 22 ألف مرة (حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 26/10/2020)،
شارك المقطع مرفقًا بالصيغة نفسها العديد من الصفحات والحسابات الأخرى في فيسبوك (هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا)،
فيما تداوله البعض بصيغ أخرى نقلت مضمون الادعاء نفسه منها “من دون تصرّف”
“عاجل السودان تنتفض نصرة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم” و”أهل السودان حرقوا السفارة الفرنسية” كما “حرق السفاره الفرنسيه بالخرطوم“،
تناقل المقطع مرفقًا بالادعاء مستخدمو منصات تواصل أخرى مثل يوتيوب (هنا وهنا وهنا) وتويتر (هنا وهنا وهنا)،
كما كان متداولًا أيضًا بلغات أخرى مثل الفرنسية والفارسية والبنغالية.
*إقتحام السفارة الفرنسية بالسودان وتدميرها واحراقها عن بكرة ابيها .. 👇🏿 فهل تفعلو كل الشعوب الاسلاميه نفس مافعله شعب السودان العظيم pic.twitter.com/FCpYctw90h
— ابوالعنود الكازمي aboalanood (@tjH8AfiKPuWzNcp) October 25, 2020
بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاءات تبين الآتي:
مشاهد لحرق السفارة الألمانية بالسودان سنة 2012!
أعطى تقطيع المقطع المتداول إلى مجموعة من المشاهد الثابتة والاستعانة بها في البحث عكسيا في محرك Yandex عدة نتائج،
كان من بينها هذا المقال المنشور في الموقع الإخباري الأسترالي ABC NEWS،
والذي تضمن صورة شاشة لمشهد من التسجيل المتداول،
وحمل المقال المنشور في 14 أيلول/ سبتمبر 2012 عنوانًا يترجم لما مفهومه بالعربية “متظاهرون يستهدفون السفارة الألمانية في الخرطوم”،
بحثًا عن تفاصيل إضافية أعطى التفتيش في محرك Google باستخدام كلمات مستوحاة من المقال السابق العديد من النتائج،
كان منها هذا التقرير الإخباري المنشور في قناة اليوتيوب الرسمية الخاصة بالوكالة الإعلامية CNN بتاريخ 14/09/2012 أيضًا،
والذي تضمن نفس المشاهد المتداولة في المقطع المتناقل في الادعاء مُخبرًا أنّها من تصوير صحفيي رويترز،
ومُبيّنًا أنّ المبنى الذي تعرّض للحرق هو مبنى السفارة الألمانية،
وذلك خلال الهجمات التي تعرضت لها العديد من مباني السفارات في الخرطوم كما العديد من الدول الإسلامية الأخرى،
وقال إن سبب هذه الاحتجاجات هو عرض “التريلر” السينمائي للفيلم الذي اعتبره المسلمون مسيئًا للنبي
هل تعرّض مبنى السفارة الفرنسية بالسودان للحرق بعد تصريحات ماكرون الأخيرة؟
لم تنشر السفارة الفرنسية بالسودان في موقعها الإلكتروني ولا في وسائل التواصل الخاصة بها،
لم تنشر أي بيان أخبرت فيه عن تعرض مبناها الواقع بالعاصمة السودانية الخرطوم إلى الحرق ولا لأي اعتداء من أي شكل،
كما لم يشر أي تقرير صحفي من مصدر موثوق لذلك،
وأيضًا لم يتناقل مستخدمو مختلف وسائل التواصل أي صور أو مقاطع توثق الخبر غير تلك التي استخدمت المقطع السابق في سياق خاطئ.
بناءً على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف، لأنه يستخدم مقطعًا قديمًا في نقل خبر لا أساس له من الصحة.
اقرأ أيضا: صور لاستهداف سفارة الإمارات في ليبيا سنة 2014 وليس بعد التطبيع.