قدرة اليقطين على علاج التهاب البروستاتا وانقطاع البول لا أساس لها من الصحة

تناقل رواد منصة فيسبوك مقطع فيديو مصور، يدعي قدرة اليقطين على علاج التهاب البروستات،

ما حقيقة هذا الادعاء؟

نشرت المقطع إحدى صفحات فيسبوك مرفقاً بالوصف التالي -بدون تصرف-:

“بسم الله الرحمن الرحيم
شفاء زيت اليقطين للمرض بروستات باذن الله
استخدام زيت اليقطين في علاج التهاب البروستات
أي عملية التهابية في الأعضاء التناسلية الذكرية تسمى عادة التهاب البروستات. واحدة من العلاجات الشعبية الفعالة لالتهاب البروستاتا هي بذور اليقطين. إنهم يقاتلون بشكل جيد مع المرض ولهم تأثير مفيد على الجسم ككل. يرتبط استخدامها للأغراض الطبية بالالتزام الصارم بالجرعة والوقاية”
التهاب البروستات
حقق المقطع عشرات آلاف المشاهدات، وأكثر من 1.6 ألف تفاعل، و162 مشاركة.
كما نشرت الصفحة الادعاءات في مقطع آخر هنا، محققاً أكثر من 1.4 ألف تفاعل، و 179 مشاركة.
إضافة لتحقيقه على منصة يوتيوب آلاف المشاهدات، ومئات التفاعلات.

ملخص الادعاءات:
  •  تناول اليقطين (بهيئة الزيت أو الثمار أو المكملات الغذائية) بشكل يومي يعالج التهاب البروستاتا.
  •  يعد اليقطين علاج لانقطاع البول لدى الرجال الأكبر سناً.
تحرى فريق منصة فتبينوا من صحة الادّعاء، وكانت النتيجة كما يلي:
نتيجة التحري
زائف

هل اليقطين هو علاج التهاب البروستاتا؟

يعرفُ التهاب البروستاتا  Prostatitis بوجود تورم والتهاب في غدة البروستاتا،

بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، يوصى لعلاج التهاب البروستاتا الحاد استخدام المسكنات والمضادات الحيوية،

بينما في الالتهاب المزمن، يوصى بالمسكنات وحاصرات ألفا alpha-blockers، والمضادات الحيوية، والملينات، وفق توجيهات الطبيب.

فيما أضاف مايو كلينيك عن إمكانية تقليل أعراض التهاب البروستاتا بواسطة العلاجات العشبية، وتحديداً مستخلص لقاح الزوان cernilton،

الذي قد يساعد في تخفيف الآلام المرافقة، فيما لم تذكر اليقطين كخيار علاجي،

كما بين عدم توافر أدلة كافية عن فاعلية العلاجات العشبية الأخرى في تخفيف آلام الالتهاب.

البروستات والعلاجات العشبية
لقطة شاشة من مايو كلينيك

إضافة لذلك، بين  المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى NIDDK إمكانية استخدام بعض مستخلصات النباتات للعلاج البديل في بعض حالات التهاب البروستات،

بينما وصى المعهد بضرورة استشارة استخدام العلاجات الطبية البديلة والتكاملية مع الطبيب المختص، للمساعدة بضمان رعاية صحية منسقة وآمنة،

ولم يذكر اليقطين Pumpkin من بين هذه البدائل من المعالجة بالنباتات Phytotherapy.

التهاب البروستات
لقطة شاشة من NIDDK

في سياق متصل، تطرق نص الادعاء لفائدة بذور اليقطين بعلاج أمراض البروستات،

يرجع الظن لذلك أن بذور اليقطين تحتوي على العديد من الخصائص الغذائية، كمضادات الأكسدة والمعادن مثل المغنيسيوم والزنك والحديد، كما تعد مصدراً غنياً للألياف (خاصة قشور البذور).

خاصة أن الخلايا في أنسجة غدة البروستاتا تحتوي على مستويات وتراكيز أعلى من الزنك مقارنة بالأنسجة الأخرى في الجسم، حيث يساهم في إظهار التأثيرات الوظيفية ومهام الأيض في خلايا البروستاتا الطبيعية.

رغم ذلك، في دراسةٍ لتأثير بذور اليقطين على الأعراض المرضية للمسالك البولية السفلية لأحد أمراض البروستات، لم يظهر مستخلص البذور أي تحسينات علاجية على الأعراض.

وقارنت إحدى الدراسات فاعلية زيت بذور اليقطين وأحد الأدوية المخصصة لعلاج مرض تضخم البروستاتا، غير أنّ الزيت لم يكن بفاعلية الدواء الكاملة.

كم أنه لم يرد وجود دراسات عن تأثير اليقطين بأنواعه على التهاب البروستاتا.

وبحسب موسوعة الأدوية drugs.com، تم الإشارة لجميع الاستخدامات الدوائية المحتملة لليقطين، ولم يتم ذكر التهاب البروستاتا من بينها.


في ذلك الشأن، تواصل فريق فتبينوا مع د. بلال أبو زايد، أخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية، الذي بين أن الترويج للعلاج بالمكملات الغذائية لأمراض البروستاتا يؤدي لعواقب كارثية على صحة المريض،

حيث يؤثر بعضها على أنزيم البروستاتا PSA الخاص بتشخيص سرطان البروستاتا ويخفض قيمته في الدم، مما يؤدي لاستبعاد وجود الورم من قبل الطبيب، وبالتالي تفاقم المشكلة دون علاج.

وأكد أن الدراسات لم تثبت فائدة هذه المكملات في علاج أمراض البروستاتا، فيما قد تظهر بعض فوائدها كعلاج مساعد بجانب الدواء، ولكن لا يتم ذلك دون استشارة من الطبيب المختص وتشخيص دقيق للحالة المرضية.

النتيجة: زائف، لا يوجد أي إثبات أو دليل علمي لقدرة اليقطين على علاج التهاب البروستاتا.

هل يستخدم اليقطين لعلاج انقطاع البول؟

يعرف انقطاع البول anuria بالنقص أو التوقف في إنتاج البول، والذي قد يكون نتيجة لصدمة، أو فقدان شديد للدم، أو بسبب فشل القلب أو الكليتين.

ويعتمد علاجه على حل المسبب الأساسي لحدوثه من قبل الطبيب المختص،

فتكون الأولوية الأساسية لمعالجة الحالة المسببة لهذا الانقطاع كالفشل في القلب، أو تعفن في الدم sepsis، أو فشل في الجهاز التنفسي.

بينما إذا تم الاشتباه بانسداد في المثانة، يكون العلاج بإفراغ المثانة باستخدام النوع المناسب من القسطرة (الأنبوب).

وفي بعض الحالات، قد يساعد الفريق الطبي المريض بتعويض السوائل بإعطاء السوائل عن طريق الفم أو الحقن الوريدية.

ويكون الخيار الأخير للعلاج هو زراعة الكلية.

وإذا كان المريض يعاني من ارتفاع الضغط أو مرض السكري، فإن اتباع نمط حياة صحي بإمكانه تكميل الأدوية العلاجية لهذه الحالات، ومما قد يساهم في تحسين حالة انقطاع البول، تشمل هذه العادات الالتزام بنظام غذائي، وممارسة التمارين الرياضية، والسيطرة على الإجهاد.

وفي حال وجود أورام أو حصى على الكلية، باستخدام الإجراء المناسب من قبل الطبيب، يمكن تحسين الانقطاع ووظائف الكلى عامةً.

ولم يتم التطرق لأي نوع من الطب البديل أو التكميلي الذي من الممكن أن يعالج انقطاع البول.

إضافة إلى ذلك، لم يتم العثور على أي دراسة أو مصدر علمي يوضح ما إذا كان لليقطين القدرة على علاج انقطاع البول.

النتيجة: زائف، لا يعد اليقطين أحد خيارات علاج انقطاع البول.

تقييم فتبينوا:

بناء على ما ورد ذكره قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنّه زائف ، لأنّ اليقطين لا يعد علاجاً لالتهاب البروستاتا، ولا لانقطاع البول.

المصادر

مصدر1

مصدر2

مصدر3

مصدر4

مصدر5

مصدر6

مصدر7

مصدر8

مصدر9

Related Posts