انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة يزعم ناشروها أنها تظهر إزالة الصور المسيئة للسعودية من...
يتسائل الكثيرون هل زبيبة الصلاة أو ما يسمى ختم التقوى دليل على صلاح الإنسان ؟
نأتي للجانب العلمي في البداية (زبيبة الصلاة prayer bump) يعود وجودها إلى العديد من العوامل كطبيعة جلد
الانسان وحساسيته وسماكته ، طبيعة المادة التي يحتك بها الجلد ، هل هي ناعمة أم خشنة أم غير معقمة أحياناً.
ثم يظهر سؤال جديد لماذا نجد هذه الظاهرة (زبيبة الصلاة) تنتشر بشكل كبير في مسلمي جمهورية مصر العربية
بينما لا تجدها في مسلمي الدول الأوروبية مثلاً ؟ لماذا لا تظهر للجميع ؟ لماذا لا تظهر لأشخاص حافظوا على
صلواتهم منذ طفولتهم وحتى نهاية عمرهم وبلغوا من العمر الثمانين والتسعين ؟ لماذا قد تظهر لأشخاص لم يعرف
عنهم التقوى أو الصلاح ولا بأي حالٍ من الأحوال ؟ لماذا قد تظهر في أماكن أخرى غير الجبهة ؟ هل هي فعلاً علامة
تقوى يجب الاستشهاد بها أم حالة طبية يجب متابعتها عند الطبيب ؟
الإسم العلمي
الاسم العلمي لزبيبة الصلاة في الطب هـو (callus)، ويعود سببها للاحتكاك والضغط المستمر مما يؤدي إلى
تراكم خلايا الجلد الميتة ، ولكن لماذا لا تظهر للجميع ؟ في الحقيقة زبيبة الصلاة أو (Callus) تظهر بنسبة أكبر
للأشخاص المصابين بالسكري DM اذا تعرضوا لاحتكاك وضغط في أماكن معينة من الجسد مثل اليدين أو القدمين أو
الجبهة ، نتيجة لضعف الأوعية الدموية عند مرضى السكري كما تزداد احتمالية ظهور زبيبة الصلاة عند أصحاب الوزن
الزائد.
وهنا نعرف اجابة السؤال لماذا نجدها في مصر أكثر من أي مكان آخر والسبب يعود إلى أن 15.6% من المصريين
الذين أعمارهم بين الـ20-80 سنة ، مصابين بالسكري ويتوقع ان يصل عدد مصابين السكري في مصر
الـ13,000,000 في عام2035 ، كما تظهر الاحصائيات أن 35% من المصريين هم من أصحاب الوزن الزائد. وهذه كلها
أسباب تزيد احتمالية ظهور الـCallus عند هؤلاء الناس دون غيرهم.
حالات أخرى
كما أن زبيبة الصلاة قد تظهر كإحدى حالات الشواك الاسود Acanthosis nigricans، والشواك الأسود هي حالة
من زيادة التصبغ في الجلد كما أنها تصيب مرضى السكري أيضاً أكثر من غيرهم.
عموماً هذه الحالات عادةً غير خطرة وغير مؤلمة ، ولكن في بعض الأحيان قد تكون مؤلمة وقد تؤدي إلى
مضاعفات فتسبب الالتهابات.
ماذا عن الجانب الديني ؟ هل هناك دليل واحد في الدين الاسلامي يعتبر فيها زبيبة الصلاة دليل على صلاح الإنسان ؟
الدليل الوحيد الذي يستند البعض إليه هو الآية 29 من سورة الحجرات ” سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ
السُّجُودِ ۚ ” ولكن هل فعلاً المقصود من الآية زبيبة الصلاة ؟
من المفسرين من ذهب إلى أنها تعني النور والضياء المجازي في الوجه كإبن عبّاس وابن ابي حاتم ومجاهد
وغيرهم ، ومن المفسرين من ذهب إلى أن معناها نور وضياء يُعرف به المؤمنين يوم القيامة . ولكن لم يقل
أحد من مفسرين القرآن الكريم على مر العصور بأنها علامة وخشونة تظهر في الجلد ! فهي ليست من علامات
الصلاح وليس هناك دليل واحد في القرآن الكريم أو السنة النبويّة يؤيد هذا المعنى.
اذا لا العلم ولا الدين يقف في صف ” زبيبة الصلاة ” وهي ليست سوى ثقافة مجتمعية انتشرت وتم سوء فهمها وتحليلها ومن ثم تناقلها دون تبيّن.
ويبقى السؤال كيف تتخلص من زبيبة الصلاة من ناحية طبيّة؟ اذا كان تؤذيك من ناحية جماليّة ؟
1- تجنب الاحتكاك بشدّة أو الضغط على المنطقة المصابة
2- السجود على سحادة ناعمة ومعقّمة.
3- استعمال حجر الخفاف pumice stone اذا كانت الحالة شديدة
4- استعمال الكريمات والمرطبات في المنطقة المصابة مثل الفازلين
5- استعمال مصادات الهيستامين اذا كانت تصيبك بحكّة مستمرة.
6- استعمال مصادات الالتهاب اذا احمرّت وآلمتك.
7- عدم التعرض للشمس بشكل مباشر وساطع في حال كنت من المصابين بزيادة التصبغ.
8- مراجعة طبيب جلديّة مختص لشتخيص حالتك بشكل مفصّل.